زين العابدين احمد (اب شنب) يكتب .. شيوخ الطرق الصوفية ودورهم في نشر ثقافة السلام الاجتماعي

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
من المهم جدا أن ندرك أن أي إصلاح يبتغيه الفرد لا بد أن يبدأ فيه من ذاته، ثم الأقرب فالأقرب وصولا إلى الجماعة الكبيرة. وإذا استعرضنا مجمل الأقوال التي قيلت في التصوف وجدنا أنه يجمع الزهد والأخلاق والصفاء والمجاهدة والالتزام بالشريعة والعبودية التامة والتسليم الكامل وترك التكلف والاهتمام بالشكليات ، وهذه الصفات المتكاملة كفيلة بجعل المرء مستقيما في سلوكه، قدوة لغيره وهذه هي الصفات المطلوبة للمواطن الصالح .
اذا التربية الصوفية الحقة هي تربية للمواطن الصالح والحقيقة أنه
لرجالات الطرق الصوفية دور مهم وبارز في نشر ثقافة السلام الاجتماعي
خصوصا في دولة مثل السودان لان غالبية الشعب السوداني منحدر من اسر صوفية أو ينتمي لطريقة صوفية .
ولعل من نافلة القول ان الصوفية في السودان كان لها القدح المعلي في نشر الدين الاسلامي منذ قديم الزمان ، كما يمكن القول ان الطرق الصوفية تسهم بشكل فعال وموثر
في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية
فالدور الذي تلعبه الطرق الصوفيه في تعزيز السلام الاجتماعي يقوم علي اساس محبة المريد لشيخه ، وهنا يتمظهر الإحترام والمحبة سويا
ولان الطرق الصوفية بسماحتها تكون سمتها التكوينيه دائما تحمل صفات السلام والتراحم والمحبة ولعل هذا هو الذي ساهم في تسهيل مهمتها في نشر بذرة التسامح وغرس روح المحبة ، وهذا هو عمود دعم النسيج الاجتماعي وتجنيبه كل مظاهر التفتت والفتنة .
فالطريقة اعلي من الاسرة والقبيلة في الهرمية المجتمعية لدى المتصوف ، و الطرق الصوفية ليست مبنية علي اساس قبلي او جهوي وانما تبني علي اساس ديني يتمظهر فيه جانب محبة المريد لي شيخه
وهنا بالذات ياتي دور رجالات الطرق الصوفية
في التصالح والمصالحة ونشر قيم التسامح وغرس قيم التعايش السلمي ، ولان صفات شيوخ الطرق الصوفية والعارفين بالله هي الزهد لذلك يمكن التعويل على دورهم في مناهضة الفساد ونبذ خطابات العنف والكراهية وتقليل الشعور بالغبن الذي خلفته الحرب .
كل هذه الاسباب تجعلنا نؤكد على دور رجالات الطرق الصوفية الحيوي في نشر ثقافة السلام الاجتماعي . وذلك من خلال تعزيز قيم التسامح والعدالة والمساواة من خلال تصدير رسائل المحبة وحل النزاعات ونبذ كل مابهدد تماسك المجتمع .
بل انه يمكن لرجالات الطرق الصوفية أن يساعدوا في خلق بيئة اكثر سلاما واستقرارا .
ننتظر ونأمل من رجالات الطرق الصوفية دورا كبيرا في التئام اللحمة الوطنية لهذا الوطن الذي تنزف جراحه .




