رأي

خارج النص – ✒️: يوسف عبد المنان – اغتيال الصحافيين

 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

بعثتُ يوم أمس برسالتين: الأولى للأخ الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد، الذي يبدأ تواصلنا معه غالبًا بعد السادسة صباحًا، وفي ذلك سرٌّ يعرفه من كان رفيقًا لـ”مجيدي” كما يحلو لمُعجبيه في صحيفة ألوان، تلك التي يطرق بابها قبل أن يغسل عمّ آدم مكاتبها من رَوث الليل.

 

أما الرسالة الثانية، فكانت للأخ أبي حباب، رئيس تحرير أكبر صحيفة إلكترونية، وأوسعها انتشارًا، وأكثرها تأثيرًا.

 

كلا الرسالتين حملتا تسجيلًا قميئًا يصيبك بالدوار في ذلك الصباح، يستهدف الأخت الجميلة — مظهرًا ومخبرًا — الأستاذة عائشة الماجدي، التي حفرت لاسمها بالكدّ والعرق والصدق حتى ارتقت مكانًا عليًّا في الإعلام السوداني.

 

لكن، لموقفها من المليشيا، ومن قحت وفلولها، نُسجت حول هذه الفتاة — التي تمثل مخاضًا يجمع بحر أبيض بـشرق السودان — قصصٌ من وحي المرضى والمعتوهين، لاغتيالها في الرأي العام.

 

لقد أصبحت عائشة ثالث ثلاث صحافيات حملن عبء الدفاع عن الجيش منذ اندلاع الحرب:

أولاهن حنان عبد الحميد، وثانيتهن رشان أوشي، وثالثتهن عائشة الماجدي.

 

فأطلق عليهن الجنجويد نيران أحقادهم، وجندوا كلاب صيدهم لخربشتهن بما في نفوسهم المريضة.

 

واستهداف الصحافيين لم يبدأ بعائشة الماجدي، ولن ينتهي عندها؛ فقد طال من قبل عبد الماجد عبد الحميد، الذي وصفه “الانصرافي” أكثر من مرة بأنه جنجويدي، فقط لأن جذور عبد الماجد من قبيلة بني حسين في شمال دارفور، رغم أن كل من له قلب يعرف عمق الخلاف بين عبد الماجد وحميدتي، حتى قبل سقوط الإنقاذ.

فحميدتي — كما هو معلوم — يبغض “مجيدي” ولا يطيق رؤيته، فكيف يصبح عند شخصية تتخفى وراء حُجب، تدّعي “الانصرافية” من آل دقلو وأتباعهم؟!

 

ومن قبل، حينما رشّح وزير الإعلام الأيسر مجموعةً من الزملاء لمناصب إعلامية في سفارات السودان بالخارج، قامت الدنيا، وكاد البعض أن يُصدر فتاوى تُكفّر المرشحين، كما حدث سابقًا حين صدرت فتوى بتكفير المفكر المصري نصر حامد أبو زيد من زملائه في الجامعة، حسدًا من عند أنفسهم، حينما أصدر كتابه الشهير التفسير التأويلي للقرآن الكريم.

 

لكن ما يحدث الآن في السودان أمرٌ مريب، تقوم به جهات ليست بعيدة من الحكومة نفسها، لها حساباتها في اغتيال الصحافيين بأسلحة صدئة، ونشر معلومات تفتقر إلى الدقة.

 

فهل تعجز الجهات الحكومية — التي يستمد منها شخصية متخفية مثل “الانصرافي” — عن تصحيح ما جاء في تسجيلاته عن عبد الماجد؟

وهل امتلاك صحافية لها عطاؤها مثل عائشة الماجدي سيارة، يقدح في أخلاقها المهنية؟

وهل وجود مليون دولار في حسابها المصرفي حقيقة؟ ولماذا لم يحقق معها الأمن الاقتصادي الذي يملك تفاصيل التفاصيل عن حركة الأموال في المصارف؟

 

هناك حملة منظَّمة تستهدف كل صحافي داعم للقوات المسلحة. فهل هناك خيط رفيع يربط بين ما يجري من محاولات تسوية في الظلام مع المليشيا عبر الضغوط الأمريكية، وبين الحملة التي تُشوه صورة الصحافة في الرأي العام؟

 

وقديمًا، كان الشيخ الراحل والصحافي الكبير يسين عمر الإمام يحدثنا — ونحن في بداية دروب هذه المهنة — أن “أي صحافي ناجح سيتعرض في مسيرته لاستهداف وافتراء يتجاوز شخصه إلى والده وأمه وجدته، ويقدحون في أخلاقه، وخاصة الزميلات المحترمات”.

 

نعم، الصحافيون بشر، فيهم الصالح والطالح، ولكن الاستهداف يجب أن يُواجه بالقانون.

وعلى القوات المسلحة — التي تقاتل معها أقلامٌ كثيرة — أن تتصدى يومًا واحدًا للدفاع عن الصحافيين، وأن تقول كلمة حق بحقهم، وألا تتركهم في “السهلة” يقاتلون وحدهم.

 

فما تتعرض له بنت الماجدي، سبق أن تعرضت له فاطمة الصادق، والشاعرة والأديبة داليا الياس، وكل ذلك ثمنٌ لمواقف مشرفة من أجل الوطن والقوات المسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى