رأي

ابو عاقلة محمد اماسا يكتب -مزمل كان كسباً للدرجات العلمية

* كنت ومازلت على يقين أن الشهادات الأكاديمية أحياناً لا تكون أكثر من وريقات تعلق على حوائط الغرف وتزين بها الصالون، غير أن الأثر في (الشخصية) إيجاباً هو ما يجب أن نحتفي به ونركز عليه، فكثير من الشخصيات الحاصلة على الدرجات العلمية غير مقنعة لأقرب الناس من حيث الوعي والإدراك.. والقدرة على التعاطي مع قضايا المجتمع، وترجمة ما تلقاه من علوم إلى سلوك في معاملاته الحياتية والمهنية، فكثير من الزملاء درسوا الجامعات وحصلوا على أرفع الدرجات ولكنهم لم ينجحوا في تطبيق ما تعلموه في الواقع العملي كما في المجالات الأخرى أمثلة… وكذلك هنالك من حمل أعلى الدرجات العلمية، ولكن ما تحصل عليه هناك في القاعات والمراجع بقي على الورق وربما كامن في عقله يفشل في إخراجه وترجمته كعلم يستفيد منه الناس أو كجملة تصرفات تجعله شخص مختلف عن الآخرين..
* مزمل أبوالقاسم بدون الدرجات العلمية التي حصل عليها إستحق التقدير بما حقق من نجاحات ساحقة في بلاط صاحبة الجلالة، وقد كان ومايزال ذلك الأنموذج الذي يقتدي به الزملاء دون أن يحتاج لدفعة من أحد أو واسطات..
* مزمل تدرج بقدراته في هذه الحياة محققاً النجاح تلو الآخر، فأصبح صحفي الشباك الأول في المجال الرياضي يطلبه القراء الهلالاب قبل المريخاب، وعندما طرق أبواب السياسة وضع بصمته سريعاً ليسحب البساط عن كثيرين ممن سبقوه على هذا الدرب.
* سجل الأخ مزمل ومسيرته المشرقة في الصحافة والإعلام ما كانت لتحتاج لشهادات أكاديمية.. وما كان حرف (د) ليضفي على قيمته شيئاً لولا قدراته المهولة كإعلامي مهني، ومواقفه المقنعة والقبول الطاغي الذي يحظى به.. فكم من حملة الدرجات العلمية من الزملاء عجزوا في تحقيق ولو جزء يسير مما حققه.. وكم من أساتذة في الجامعات ورموز في المهنة من فطاحلة الحرف والقلم بصموا على سجل مزمل كصحفي عملاق صاحب قدرات؟
* لا أريد أن أبالغ وأكتب من مزمل كان كسباً للدرجات العلمية.. ولكنني أجزم أن قيمة مزمل كانت ستظل كما هي ناصعة وغالية حتى بدون تلك الشهادات… وعندما أدرك الشهرة في مسيرته وأقنع الآلاف بقدراته وأسلوبه في الكتابة ليتابعه القراء ويعجبوا به في بداياته كان مثله ومئات الخريجين من كليات الإعلام.. وأمام أعيننا بنى قصور مجده بإجتهاد ومثابرة نادرة إلى أن أصبح مزمل الذي يتابعه الملايين اليوم عبر الفضائيات والأسافير.. وأي حديث غير ذلك أعتبره (حسداً) على نعمة النجاح والتوفيق والقبول..!
* أما أنا فلن أركن لعبارة (شهادتي مجروحة) في حقه، على الأقل لأنني زاملته لأكثر من ربع قرن ولم أر يوماً أنه حصل على شيء لا يستحقه..!!
أبو عاقلة محمد أماسا

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى