الاخبار

آخر الكلام هاشم القصّاص رحيل محمد طاهر إيلا… وداع لرايةٍ خفّاقة في سماء الوطن

 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

ترجّل اليوم أحد الرجال الذين كتبوا أسماءهم في سجل الوطن بأحرفٍ من ضياء، وغاب عن دنيانا رجل الدولة والبذل والعطاء، محمد طاهر إيلا، رئيس الوزراء الأسبق، ووالي ولايتي الجزيرة والبحر الأحمر، تاركًا خلفه سيرة عطرة وشاهدًا على زمنٍ كان فيه العمل العام رسالة قبل أن يكون منصبًا.

كان إيلا رجلَ أفعالٍ لا أقوال، يمضي إلى هدفه بخطى الواثق، يؤمن أن الوطن يُبنى بسواعد أبنائه لا بالشعارات. ترك بصمات واضحة في الإدارة والخدمات والتنمية المحلية، فحيثما تولّى، ترك أثرًا يشهد له كل من عرفه وتعامل معه. كان إذا تحدّث، دعا إلى الإنتاج والانضباط، وإذا عمل، جعل من العمل قدوةً ومسؤولية.

في الجزيرة، قاد نهضة في الخدمات والمشروعات التي لامست حياة الناس، فكانت المدن أكثر تنظيمًا والمشروعات أكثر واقعية، والإدارة أقرب إلى المواطن. وفي البحر الأحمر، أعاد الحياة إلى الميناء، وأنعش الحركة التجارية والاقتصادية، فغدت الولاية في عهده نافذة مضيئة تطل على التنمية الوطنية.

رحل إيلا في صمت، كما كان يعمل في صمت. لم يكن يبحث عن الأضواء، بل كان يكتفي بأن يرى ثمرة جهده في عيون الناس.

برحيله، فقدت البلاد واحدًا من أعلامها ورجالها الذين عملوا بحبٍ للوطن وإخلاصٍ في الخدمة. كان صبورًا في وجه العثرات، حازمًا في الإدارة، بسيطًا في تعامله، كبيرًا في رؤيته.

سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة السودان، وملهمًا لكل من يرى في العمل العام واجبًا لا مصلحة، وفي الوطن قضيةً لا شعارًا.

سلام عليك ياايلا يوم يُروى للأجيال أنك كنت رجل الدولة الذي أحبّ وطنه حتى آخر لحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى