بقلم: موسى داؤد – في ملحمة وطنية نادرة: الشعب السوداني يسطر أروع معاني الصمود والتلاحم خلف قواته المسلحة

في ملحمة وطنية نادرة: الشعب السوداني يسطر أروع معاني الصمود والتلاحم خلف قواته المسلحةفي ملحمة وطنية نادرة: الشعب السوداني يسطر أروع معاني الصمود والتلاحم خلف قواته المسلحة
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
بورتسودان الجمعة 16 مايو 2025م
وسط أجواء الحرب القاسية التي تشهدها البلاد، برز إنسان السودان كشخصية استثنائية حقيقية في صفحات التاريخ الحديث، مقدماً نموذجاً فريداً في الوطنية والإيثار والوفاء للوطن. لم ينتظر دعوة أو نداء، بل تداعى من كل فج وصوب، ليساند قواته المسلحة دون إذن أو توجيه، فكان سنداً حقيقياً لها في ميادين القتال، ودعماً صادقاً لها في الشوارع والأحياء والمخيمات.
إنه شعب السودان، “ملح الأرض”، ومصدر النقاء الإنساني، وشعلة القيم الرفيعة. تقاسم الناس خلال هذه المحنة كل شيء: المأوى، الطعام، الماء، وحتى الأسرة، دون منٍّ أو أذى، بل بروح الكرم والإيثار النابعين من أعماق وجدانهم الأصيل.
ورغم الظروف القاهرة، رفض هذا الشعب العظيم أن يكون ضحية لابتزاز بعض المنظمات الدولية التي سعت لاستغلال ملف الهجرة والمهاجرين لأهداف مشبوهة، محاولين تهجير أكبر عدد ممكن من السودانيين. لكن الكلمة الأخيرة كانت للشعب، الذي قال “لا” بملء صوته، واختار أن يكون في خندق واحد مع جيشه الوطني.
وما بين الخرطوم والجزيرة، وجنوب كردفان والشمالية، ودارفور العزة، توحّدت صفوف أبناء الوطن، فقاتل أبناء الغرب في الشرق، وأبناء الشمال في دارفور، في ملحمة وطنية تجاوزت الجغرافيا والقبيلة والانتماء الضيق، لترفع شعار “سودان واحد.. وطن واحد لكل أبنائه”.
لقد آمن السودانيون بأن الدفاع عن الوطن شرف، وأن يدًا تبني ويدًا تحمل السلاح هي السبيل لحماية الأرض والعِرض. وقفوا أمام آلة القتل والترويع التي استهدفت الإنسان قبل البنيان، وواجهوا بصدورهم العارية أعتى الجرائم: من القتل والتشريد والاغتصاب، إلى محاولات الإبادة الجماعية. لكنهم ظلّوا شامخي القامة، ثابتين كجذوع النخيل، لا تلين لهم عزيمة ولا تنكسر لهم إرادة.
اليوم، يكتب الشعب السوداني اسمه بحروف من نور في سجل الشرف الإنساني، مؤكداً للعالم أنه شعبٌ لا يُقهر، وأن القيم السودانية الأصيلة لا تذبل أمام العواصف. لقد علّم هذا الشعب الصابر الصامد العالم دروسًا في التضحية، وفرض على المعاجم أن تُعيد تعريف معاني الكرامة والعزة.
التحية لشعب السودان العظيم، والتحية لقواته المسلحة التي ظلت الحصن والسند. عاش السودان حراً مستقلاً، وعاش شعبه متحداً صامداً، لا يعرف الانكسار




