عمق المشهد عصام حسن علي يكتب… التصريحات الأخيرة للبرهان: منعطف حاسم ودور الإمارات في تعقيد الأزمة

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
في تطور سياسي بارز يعكس تعقيدات الأزمة السودانية المستمرة، أتى التصريح الأخير لرئيس مجلس السيادة ، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ليضع العالم أمام حقائق جديدة قد تُغيّر من مسار الحلول السياسية في البلاد. البرهان كشف عن ارتباط مسعد بولس، أحد الشخصيات المحورية في الوساطة الدولية، بالمخطط الإماراتي الخبيث، وهو ما يسلط الضوء على الدور المشبوه الذي تلعبه دولة الإمارات في تأجيج الصراع السوداني.
الإمارات وحقيقة دورها في تعطيل السلام
من المؤكد أن التصريحات التي أدلى بها البرهان تحمل في طياتها رسائل عميقة للمجتمع الدولي.
يكشف رئيس مجلس السيادة عن دور الإمارات في عرقلة أي خطوة نحو السلام في السودان، مشيرًا إلى ان محمد بن زايد هو الطرف الذي يستمر في تمويل وتسليح الميليشيات المسلحة، وهو ما يساهم في تأجيج النزاع. فحتى الآن، كان نظام أبو ظبي يرفض أي مقترح للرباعية الدولية، وهو الموقف الذي يمنع تحقيق تقدم حقيقي نحو حل الأزمة السودانية.
ما يزيد من تعقيد الوضع هو أن نظام ابن زايد يعتبر طرفًا رئيسيًا في تأجيج الحرب واستنرارها، ما يجعلها عنصرًا مهددًا لنجاح أي جهود سلام، بما في ذلك تلك التي قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الحلول لا تأتي من الخارج
وفي خطوة أخرى هامة، أكد البرهان على أن الأزمة السياسية في السودان لن تحل عبر “قوة القرار الأمريكي والتهديدات”، بل يجب أن يكون الحل عبر الحوار المباشر مع الشعب السوداني وأهل الشأن في الداخل، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، لا سيما “الإفتراضية” التي تروجها بعض الأطراف التي تسعى للظهور كأوصياء على الشعب السوداني.
من هذا المنطلق، يشير البرهان إلى أن مجموعة “صمود” المدعومة من الإمارات لا تملك الشرعية للتحدث نيابة عن الشعب السوداني، خاصة بعد استقالة رئيس وزرائها في أكتوبر 2021، مما يجعلها في موقف ضعيف في أي مفاوضات قادمة.
صراع في الداخل واستراتيجية الإمارات المضللة
إن طريقة مسعد بولس في إدارة ملف الأزمة السودانية، وفقًا للبرهان، لا تتماشى مع الواقع السياسي في البلاد. فالوساطات التي يديرها تفتقر إلى الموضوعية، وتستند إلى مواقف تحيز واضحة لصالح الإمارات ومجموعاتها، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حلول حقيقية. وتصبح هذه الوساطات مجرد أدوات لتأبيد الحرب بدلًا من إنهائها، مما يعكس نية “منفعية” متطرفة.
تداعيات دولية: التنافس الإقليمي وحلول بديلة
من المتوقع أن تترتب على هذه التصريحات تداعيات كبيرة على الساحة الدولية، حيث قد تشهد الأزمة السودانية تغيّرات جوهرية في خريطة القوى الدولية والإقليمية التي تسعى للحل . قد يصبح كل من السعودية، تركيا، روسيا وقطر لاعبين أساسيين في جهود حل الأزمة بعيدًا عن دور نظام ابو ظبي وأمريكا، وهو ما يفتح المجال لتعدد الخيارات الاستراتيجية والسعي نحو مراكز قوى جديدة في المجتمع الدولي.
تكتيكات عسكرية ومزيد من التعقيد
في المقابل، يتوقع أن تزيد الإمارات من تكثيف جهودها العسكرية في السودان، وهو ما قد يظهر من خلال تجنيد المرتزقة من شرق إفريقيا وجنوب السودان، فضلاً عن زيادة شحنات الأسلحة إلى مناطق سيطرة مليشيا الجنجويد، خاصة في نيالا. كما من المتوقع أن تشهد مناطق كردفان، تحركات واسعة للميليشيات المسلحة بهدف الضغط على الجيش السوداني لقبول الخيارات السياسية المطروحة.
لكن، في خضم هذه التكتيكات العسكرية، قد يواجه نظام ابن زايد خسائر إضافية، خاصة إذا استمرت طائراتها في الانهيار في مطار نيالا، في وقت يحقق فيه الجيش السوداني تقدمًا كبيرًا على الأرض، مما قد يجعل الوضع السياسي والعسكري للميليشيات أكثر تعقيدًا.
تشير تصريحات رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة إلى مرحلة جديدة حيث أصبح نظام ابو ظبي وحلفاؤه في عزلة دولية. على الرغم من محاولات تعزيز وجوده في الساحة السودانية، إلا أن الضغوط الدولية والمحلية قد تسهم في تغيير مجريات الأحداث. يبقى الأمل في أن يتمكن السودان من تجاوز هذه التدخلات الخارجية، والعودة إلى مسار حل الأزمة بشكل يعكس مصالح الشعب السوداني وتطلعاته نحو السلام والعدالة.




