سارة الطيب تكتب: من المشي في الظلام، للعبور نحو الضوء

سارة الطيب تكتب:
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!من المشي في الظلام، للعبور نحو الضوء
تابعت بقلق إحداث اولاد قمري بمدينة دنقلا ورأيت العديد من التساؤلات التي ظهرت في التايم لاين عن هذه القضيه ومن بينها اين الاجهزه الامنيه وغيرها وقبل ان تسيطر على الهواجس وترتفع وتيرة المخاوف حسم رجال المخابرات مغامرة أولاد قمري بدنقلا، وسرى الأمان في المدينة، وعُرف قدر الرجال وقدرتهم، على بسط هيبة الدولة.
لقد وقف رجال الأمن والمخابرات بقيادة الفريق مفضل في قلب طوفان معركة الكرامة أسوداِ لا تلين والوطن في منعطف تُختبر فيه قدرة الدول على الصمود قبل قدرتها على الانتصار، وكان الجهاز حاضراً يحمل مسؤولية تتجاوز حدود الأمن المباشر إلى حماية ما تبقّى من فكرة الدولة نفسها. وتحت قيادة مهنية مثل الفريق مفضل، بدأ الجهاز أشبه بميزانٍ حساس يلتقط اهتزازات الداخل وتقلّبات الخارج في آن واحد.
وفي زمنٍ بدأ فيه الوطن كقنديلٍ تتقاذفه رياحٌ لا تهدأ، تقدّم جهاز المخابرات السوداني ليجمع بجانب الجيش شتات الدولة قبل أن يتناثر رمادها في الجهات الأربع. وتحت قيادة الفريق مفضل، اتخذ الجهاز هيئة الساهر الذي لا ينام، يقرأ الظلال قبل أن تتحول إلى عواصف، ويحصي نبض البلاد كمن يخشى على قلبٍ عزيز من التوقف.
ولاشك أن العدوان على السودان لعبت فيه دولا عديدة وخاصة من الإقليم اداوراً مؤذية ولا تزال تتربص مدفوعة بالمال الاماراتي الملوث بماء الأبرياء ، ولكن الجهاز يمضي كمن يمسك بخيوطٍ دقيقة، يحاول أن يحمي البلاد من موجٍ يتقدم، ومن يدٍ تمتد، ومن عينٍ ترقب سقوطاً لا يليق بسودانٍ عُرف دائماً كيف ينهض من رماده، فكان عمله الخارجي أشبه برحلةٍ فوق حافة الضوء، بين ضرورات البقاء واشتراطات الكرامة.
وفي الداخل، حيث تتداخل الأصوات وتختلط النوايا، وجد الجهاز نفسه في مواجهة خطرٍ لا يُرى بسهولة: طابورٌ خامس يمشي بين الناس بلا صوت، وشبكاتٌ تصنع الشر في العتمة. كانت تلك معركة بلا أناشيد، وبلا صخب، لكنها أشدُّ وقْعاً من هدير البنادق، لأنها معركة على روح البلاد قبل جسدها.
وحين بدأ النسيج الاجتماعي يتمزق كقماشٍ غمرته النيران، تمددت يد الجهاز نحو المصالحات، نحو رتق الشقوق، نحو إعادة دفء الحياة إلى قرى مدوّية بالصمت. ساهم في خطط الإعمار واستعادة الإيقاع اليومي للناس، كأنما يحاول أن يعيد للدولة نبضها، وللمدن ضوءها، وللناس طمأنينتهم القديمة.
لقد وقف الجهاز عموداً فقرياً بجانب الجيش كحارسٍ على بوابة بلادٍ تتأرجح، ليصونها ويحميها ويعبر بها من الخوف للامان.بعد ان كانت في لحظة بدا فيها السقوط أسهل من النجاة.




