رأي

وطنية قدر ظروفك

عزيزة المعراج تكتب

بعض الناس وطنيون جدا طالما الوطنية في صالحهم وتأتي معها مصالحهم

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

هؤلاء هم الخونة الخونة دوما عند تبدل الأحوال…او الوطنيين بمقابل (وطنية قدر ظروفك) ….وحسب حجم الظرف يكبر الحس الوطني حسب ممول الظروف والظروف دائما تحكم هؤلاء

في الحقيقة الوطنية كما الخيانة صارت وجهة نظر في مستنقعات السياسة الراكدة وحفره الآسنة وغالبا ما تبرر الخيانة وتلبس لبوس وهندام الوطنية عند أصحاب الملاججة و المنطق السياسي الأعوج ….طافت بذهني هذه الكلمات وانا اقرأ لشخص كنا نعده من الكرام والأساتذة العظام ثم هوى إلى سحيق درك النقص والملام

وقرأت تبريره للارتماء في أحضان المليشيا الاثمة والمغتصبة الناهبة السارقة المارقة.  و  لعل كلمات اللغات قاطبة لا  تصف مساوئ هؤلاء الوحوش الذين لم نسمع أو نقرأ بمثل مساوئهم حتى في العصور الغابرة …كل فظاعات التتر والحروب الصليبية ومحاكم التفتيش ترمق فظاعات هولاء بعين حائرة….

لكن وياللعجب لعل الرجل وجد راحة نفسه من سنين من التخفي برداء النبل والوقار فما أن طارت بخبر ارتمائه في أحضان المليشيا حتى انكشف عن زيف الماضي الستار وبان ما كان مختفي من عوار

وعلى العموم امثال هؤلا الخونة من سياسيين أو أكاديميين او إداريين او ما شئت…هم في الأصل عاشوا حياةً قاسية من الادعاء عكس دخيلة أنفسهم أو انهم تعرضوا صدمة عدم تحقق مآربهم ومطامعهم ، وهذه الخيبة ، خيبة عدم الوصول رافقتهم خلال مراحل حياتهم، واستوطنت وجدانهم و تفكيرهم، وبالتالي ماتت مشاعرهم ان كانت موجودة اصلا ، وخرجت من قبور انانيتهم المظلمة شخصياتهم الاشد اظلاما . كل تلك الاستار من التزام العهود وصيانة الوطن تلاشت وحلَّ محل ذلك خيانة الذات اولا ثم الوطن ثانيا. خيانة كانت في الاصل موجودة ومطبوعة فيهم ، فلا التزام بالعهود والمواثيق، ولا شجاعة في المواجهة، ولا صبر ولا إيثار.

ولقد بلغ أمثال هؤلا بذلك أدنى دركات التسافل فتخلوا عن انتمائهم لوطنهم وشعبهم مقابل حفنة من الدولارات أو منصب (التكليف كما يسميه صاحبنا اياه) وبالتالي هذا المنصب المبتغى قد يسد ذلك النقص المريع في ذاتهم وتلك العقدة في أنفسهم، فكانت الخيانة لديهم هي الملاذ الآمن، للهروب من الكابوس الذي يطاردهم ، كابوس الدونية وهي الملجأ من حريق الحقد الذي ما زال يشتعل في داخلهم ، وإن حاولوا جاهدين أخفائه.

مما يجعلهم يميلون إلى الخيانة دون الإكتراث بعواقب الأمور، إنه موت سيادة واستقلال ذواتهم   ، وبدأ مسيرة الخضوع التام والمطلق والارتماء في أحضان المجهول، طلباً في البقاء ودفاعاً عن امتيازات وشكليات لعلّها ترقع اهتراء النفس، وتخفي أمراض الذات أو لعله ( سوء التقدير مع سوء الخاتمة )  كما رأى احد استاذتي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى