نايلة علي محمد الخليفة تكتب – الوقت ليس للتراشق

زاوية خاصة
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
نايلة علي محمد الخليفة
الوقت ليس للتراشق
المكونات والفصائل المساندة للقوات المسلحة التي إنخرطت في العمليات العسكرية جنباً إلى جنب تحت راية الجيش غير تلك التي أتت عن طريق إتفاقيات سلام وجعلت لها سهماً سياسياً في الدواوين التفيذية للدولة إلى جانب سهمها العسكري في معركة الكرامة هذه المكونات لم يعرف لها تشكيل سياسي أو جسم مطلبي غير انها شبه عسكرية إنخرطت دفاعاً عن الوطن ووقفت بكل بسالة في وجه المليشيا مما أدى إلى إنحسار تمددها وقطع الطريق على أحلامها في حكم السودان هذه الفصائل عليها أن تواصل في ذات الطريق وتنأى بنفسها عن الإرتماء في أحضان الأجسام السياسية أو المطلبية لأ ٱقول مطلقاً بل إلى حين إنجلاء غبار المعركة وطي ملف المليشيا .
الحركات المسلحة التي جاءت عن طريق إتفاق جوبا هذا الإتفاق قنن لوجودها سياسيا وعسكرياً بحصص متعارف عليها وجداول زمنية لدمج قواتها في القوات المسلحة ومنها بالفعل من دمج قواته ومنها من شرع في مطلوبات الدمج وفي الحقيقة هي حركات كانت في السابق متمردة على الدولة وقاتلت الجيش بمنفستو سياسي وعسكري وعندما تمردت المليشيا رأت أن تنحاز للصف الوطني وتقاتل إلى جانب الجيش مع الأخذ في الإعتبار تخندقها تحت لافتة الحياد في بداية الحرب لتقديرات هي ادرى بها مع انه كان في إمكانها أن تتمرد وتستسلم للمغريات كما فعل الطاهر حجر والهادي إدريس ، عليه لايمكن لأي فيصل عسكري داعم للجيش ولد بعد حرب الكرامة أن ينخرط في مسارات سياسية تصرفه عن هدفه الأساسي وهو تخليص البلاد من كابوس المليشيا اللعين ومحاولة مساواة نفسه في الطرح والفكرة بالحركات المسلحة التي جاءت في فترة سابقة عبر إتفاق جمع مابين المسارات السياسية والعسكرية الامنية والاقتصادية .
لا يُحجر على الفصائل الداعمة للجيش أن تكون لها تطلعات في فترة سودان مابعد الحرب وقد أقر بذلك السيد رئيس مجلس السيادة في أكثر من لقاء عندما قال أن كل القوات التي ساندت الجيش في حرب الكرامة ستكون جزءً من تشكيل الواقع السوداني مابعد الحرب ، ولكن على الأقل أرى من باب الأسلم لهذه الفصائل في الوضع الراهن عدم العجلة لإبداء الرأي في المسارات السياسية حتى لا تقع في المحظور وينطبق عليها مالحق بالرجل الذي تسرع في عقد الزاوج من أرملة زميله وهي مازالت في العِدة جهلاً منه بالفقه الشرعي وطمعاً في مالها وجمالها فَأغرى المأذون الذي عقد له امر النكاح بالمال ومن ثم تم تطليقها منه وانتظر إلى مابعد انتهاء أجل العدة .
أقلام لنشطاء ووجهاء بدأت بقصد أو جهل منها النفخ في وعاء طرف على طرف لترفع من حدة التراشق غير المبرر فهؤلاء تناولهم لمثل هذه القضايا الحساسة لا يخرج عن إثنين إما تعمد الفتنة والحرص على إيقاعها بين الفصائل المساندة الجيش والحركات أو لجهلهم وبساطتهم في قراءة التكوين الجيوسياسي للسودان والتخندق خلف راية المناطقية التي اقعدته وأوردته موارد الهلاك فالمنطق الصحيح يفرض على الحركات والفصائل المساندة للجيش والنشطاء الموالين لهذه وتلك وقف التراشق بالكلمات والبيانات وتصويب السلاح نحو العدو الحقيقي وماتبقى من محاصصات سياسية وظلم خدمي مقدور على معالجته…لنا عودة .