رأي

كلام ترابلة- عزيزة المعراج تكتب – البورصة…للمحاصيل والمنتجات الزراعية ..ضرورة و فرصة

اعتقد ان هذه الحرب التي فرضت علينا وتدور رحاها في الميادين فرضت علينا واقعا  اقتصاديا صعبا اصبح التغيير فيه ضرورة
تغيير النفوس وتغيير التفكير وكذلك العمل….في هذه العاصفة الهوجاء من الأزمات هناك فقط ثابت واحد لم يتغير هذا الثابت هو أهمية الزراعة  لكفاية ورفاه المواطن .

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

تظل الزراعة هي الثابت الأصيل في ظل متغيرات كثيرة ، و الجذر العميق في حياة السودانيين، ومصدر الأمل الذي لا ينقطع.

ولاية الجزيرة، بحقولها الممتدة وسواعد مزارعيها، تمثل القلب النابض لهذا القطاع، لكنها تظل – بكل ما تقدمه – ضحية لغياب منظومة تسويقية عادلة، تجعل من المزارع مجرد تابع في معادلة يسيطر عليها الوسطاء والسماسرة.

ومن هنا، تبرز الحاجة الملحّة لإنشاء بورصة محاصيل و منتجات  زراعية في ولاية الجزيرة، كأداة استراتيجية، وكسلاح فعّال لإعادة التوازن لهذا القطاع الحيوي.

إن غياب البورصة حوّل تجارة المحاصيل والسلع الزراعية عموما  إلى نشاط عشوائي، يخضع للمزاجية والمضاربات اليومية، ويُفقد المزارع حقه في التقييم العادل لمحصوله، ويجعل السوق ساحة غير عادلة، يتربح فيها من لا يزرع، ويُظلم فيها من يشقى بالأرض.

بورصة المحاصيل، ليست مجرد فكرة اقتصادية، بل هي عدالة زراعية واقتصادية واجتماعية، تحفظ حقوق المنتجين، وتربط الأسعار بالعرض والطلب الفعليين، بعيداً عن الجشع.

إن ولاية الجزيرة بما تملكه من بنية تحتية زراعية، وخبرات بشرية، وموقع جغرافي محوري، مؤهلة لأن تكون النموذج الأول لبورصة زراعية وطنية. إنشاء هذه البورصة سيحقق عدة أهداف:
ضبط السوق الزراعي وتحديد أسعار مرجعية عادلة وكذلك ضبط جوده المنتج الزراعي.
جذب الاستثمارات المحلية والدولية في القطاع الزراعي
تمكين صغار المزارعين عبر إشراكهم في سوق منظم وشفاف.
-تقليل الهدر والفساد في سلاسل التسويق والنقل والتخزين.
-دعم الصادرات السودانية عبر بوابة تسعير موحد وجودة مضمونة.
ولا يمكن الحديث عن تنمية أو استقرار اقتصادي دون الحديث عن الزراعة. وما لم نخلق أدوات حماية وتسويق حقيقية للمزارعين، فإن البلاد ستبقى في دوامة من الاستيراد والفقر، رغم ما نملكه من أرض ومياه وخبرة.

اليوم، ندعو الدولة السودانية، والحكومة الانتقالية، والجهات المعنية في ولايات السودان كافة، لاعتبار بورصة المحاصيل والسلع الزراعية أولوية وطنية. ونجدد النداء من ولاية الجزيرة، من قلب المشروع الذي غذّى السودان لعقود، بأن حان الوقت ليجد المزارع العدالة في تسويق جهده.
بورصة المحاصيل ليست ترفًا اقتصاديًا، بل ضرورة وطنية.  هي وعد لمستقبل أكثر عدلاً، وأكثر ازدهاراً. و هي بوابة لنهوض السودان من عمق أزماته، بخطوة عملية، تبدأ من الأرض، وتثمر في الاقتصاد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى