
نعم، إنهم شعب السودان، الذين عرفهم التاريخ رجالًا صدح فيهم المجد شجاعةً وكرمًا. سَطّروا مواقف النُبل في صفحات الزمان، وامتدت أياديهم البيضاء بالعون لكل محتاج، في العالم العربي والإسلامي على السواء، فكانوا ملاذًا للمظلومين، وسندًا للمقهورين، والتاريخ شاهد لا ينسى.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
إنه الشعب الذي يحمل ماضٍ عريق تفتخر به الأمم، وحاضرٌ تنسجه البطولات، وغدٌ يصنعه الأمل والعمل. ماضٍ أضاء طريق الإنسانية، وحاضرٌ يكتبه شبابنا بدمهم وعرقهم، ولسان حالهم يقول: “يد تبني… ويد تحمي”.
وفي ملحمة البطولة، وقف أبناء ولاية الجزيرة شامخي الهامة، عظام الشكيمة، يذودون عن حياض الوطن جنبًا إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة. لبّوا النداء حينما لاحت رايات العدوان، فهبّوا في وحدة ملحمية مع إخوانهم من سائر ولايات السودان، محرّرين الأرض والعرض، رافعين شعار: “كل أجزائه لنا وطن”.
وبفضل صمودهم، أُعيدت الكرامة إلى تراب الجزيرة، وامتد التحرير إلى قلب الخرطوم، ومضوا عازمين نحو دارفور، لا توقفهم العقبات، ولا تُثنيهم التحديات.
وبينما تفرغ بعضهم لحمل السلاح، انكبّ آخرون على حرث الأرض وسقيها، فتحوا الترع وشقوا الممرات للمياه، متحدّين قساوة الظروف، ليزرعوا الخير في أرضهم، ويغرسوا الأمل في نفوس أجيالهم.
وإنّا نحن شعب السودان، لنفخر بكم، يا من وقفتم في الحواشات وعلى ضفاف النيل، تقاتلون بالكلمة كما بالسلاح، تُعبّرون عن صوت الوطن في وجه دولة الشر، فكانت كلماتكم سيوفًا، ومواقفكم دروعًا، تمثلون كل سوداني حرّ أبيّ، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب.
لكم منّا التحية والتقدير، أيها الأبطال، وأنتم تسطّرون بدمكم قصة شعب لا يُهزم، ووطن لا يُباع.




