رأي

كتبت:- إبتسام الشيخ  – اللواء نصر الدين عبد الفتاح وصحبه 

 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

الخرطوم-منطقة الشجرة العسكرية- سلاح المدرعات

الثلاثاء -ثالث أيام عيد الفطر

 

 

من الرجال الذين كتبوا اسمائهم بأحرف من النور والدم في سجلات الجيش السوداني رموزا للبطولة والشجاعه والصبر والثبات ،

بمواقفهم المشهودة قبل وبعد الحرب ،

اللواء نصر الدين عبد الفتاح من القلة التي فطنت باكرا ونبهت لإستهداف الجيش السوداني ومحاولات إختراقه ، صدع بالحق في وجه قائد مليشيا الدعم السريع بأن لا يحشُر أنفه في شؤون جيش عمره يفوق المائة عام ، فكانت النتيجة أن أُقيل من الجيش ،

 

لكن كعادة العظماء والأقوياء كما قالها العقيد شوقي إبن المدرعات الأصيل لا يُثيرون ولا يُستثارون ، سرعان ماهرول ملبيا نداء الوطن عندما أشهر حميدتي سيف العداء على السودان جيشا ومواطنين مدنين ،

خرجتهم الكلية الحربية السودانية التي هي حقا مصنع الرجال وعرين الأبطال ،

وعلمتهم أن الحرب صبر واللقاء ثبات ، لذا رغم الضباب الكثيف الذي تسيد الموقف في فترة ما كان رجال المدرعات من أكثر طلاب الكلية الحربية نجابة ، من لدًن بكراوي ونصر الدين وأيوب إلى نهاية قائمة طويلة من الأبطال ،

وعوا ماتعلموه في مصنع الرجال ، فصبروا وثبتوا وصمدوا أمام محاولات المليشيا المتكررة اختراق المدرعات ودك حصنها المنيع ، بل ومحاولات اختراق صف رجالها وتشتيت كلمتهم بشتى السبل ، كان العدو يعلم أن كسب معركة المدرعات هي كسب الحرب بأكملها لذا ركزت مليشيا الدعم السريع على مهاجمة المدرعات كثيرا ،

كانوا يعلمون أن المدرعات مرض الموت بالنسبة لهم وقاصمة ظهرهم ،

 

لكن ظل رجال المدرعات متماسكين ، فأرهبوا العدو وكانوا مبعث خوف حقيقي له ، وشكلوا حائط صد صلب للجيش السوداني بأكمله ،

 

حاول العدو دك معقلهم بالجيم (3) والكورنيت تلك الأسلحة المتطورة باهظة الثمن مرات ومرات ، فقاتلوه مدافعين عن حصنهم وأنفسهم وجيشهم بالكلاشنكوف والسلاح الأقل تطورا، ومن قبل بالشجاعة والإرادة التي لا تُقهر ، فكانت المليشيا تتراجع أمامهم كالنمل إلى الجحور ،

 

أبطال المدرعات فكوا الحصار الطويل الذي فُرض عليهم بأنفسهم ضاربين أروع الأمثال في التضحية والفداء ، وكما كبدوا عدوهم خسائر فادحة قدموا رتلا من الشهداء من أكثر رجالهم شجاعة وبسالة في مقدمتهم اللواء أيوب عبد القادر ابن المدرعات الذي لم يحتمل أن تمس الأيادي الآثمة حصنه ، فغادر الفرقة ١٧ (سنجة ) بمعية خيرة المقاتلين الأفذاذ وأنضم إلى رفاقه في المدرعات ، فكانوا خير السند والعون للقائد البطل اللواء نصر الدين وصحبه ،

حتى شاء الله أن يسلمه اللواء أيوب روحه الطاهرة داخل المدرعات ، بيته وحصنه ،

 

إستشهاد البطل اللواء أيوب ذاد رجال المدرعات قوة على قوة ، فأستبسلوا مقبلين غير مدبرين ، شجعانا غير هيابين ،

يقاتلون ونصب أعينهم الذود عن وطن بأكمله وعن جيش هو نسبهم وعزهم وفخرهم ،

التحية والتجلة والتقدير للواء نصر الدين عبد الفتاح قائد سلاح المدرعات ولصحبه الأبرار الأحياء منهم والشهداء ،

تحية خاصة للعقيد شوقي والعقيد معاوية والنفر الكريم من ضباط المدرعات الذين أمضينا معهم ثالث أيام عيد الفطر المبارك سويعات تعادل الدنيا ومافيها ، كيف لا وقد كنا بين رجال كانوا يرون الموت بأعينهم في كل لحظة وحين ويقينهم أن لن يكونوا في عداد الأحياء في أي لحظة ،

لكنهم ثبتوا وانتصر الجيش والسودان بهم ، مضى شهيدا كريما من اختاره الله ، وعاش كريما عزيزا من عاش .

 

تحية للشهداء في الخالدين

وتقديرا وإعزازا للأحياء في كل لحظة وحين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى