رأي

غازي الهادي السيد – أعيدوا للمعلم اعتباره وكرامته ليعود للتعليم مكانته وللأجيال حقها في المستقبل

من همس الواقع

الكل يعلم الدور الفاعل أوالدور المحوري الذي يلعبه المعلم في التنمية،والتقدم وبناء الحضارة،واعطاء الدولة الأفضلية في كل المجالات،فالدولة التي تحتقر معلميها إنما تزيد بعدا من التطور وتزيد هدما لبنائها بأيدي بنيها، وتزداد تفريطا في أمنها وامانها،

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

فحين ترى معلما يعاني،فأعلم أن الوطن قد تخلى عن نهضته ورفعته وتقدمه ومجده ،ورضي بالتخلف عن مصاف الدول المتقدمة،فعندما يصبح المعلم أفقر موظفي الدولة فلاتسأل عن مستقبل للوطن، واقم عليه مأتماوعويلا ، فكل العاملين في قطاع التعليم في بلادي يقعون تحت خط الفقر المدقع،بمايتقاضونه من أجور لاتكفي لتغطية أدنى متطلبات الحياة، مع ارتفاع الحياة المعيشية،وتدني الأوضاع الاقتصادية،واجه المعلمون أوضاعا معيشية قاسية، حيث صارت الأجور لاتكفي لمواجهة أسبوعا وبالتقشف لأسرة معلم تتكون من ثلاثةأفراد ، هذا لمعلم ليس بمدخل الخدمة ،إنما لمعلم بالدرجة الرابعة أو الخامسة، فإن كان في الدرجة الثانية أو الأولى فإن معاناته أكبر مع من هم حوله بحجم الأسر ،ناهيك عن الذين هم في مدخل الخدمة في الدرجات السابعةعشر والثانيةعشر فهولاء حدث ولاحرج فرواتبهم لاتفي لشراء أنبوبة غاز،ممايجعلهم يعجزون عن تلبية أبسط احتياجات الحياة اليومية في بيوتهم، وهذا لعمري اجحاف في حق المعلم وتلميذه، فكيف يبدع في واجبه، من يترك بيته وهو في حوجة لأبسط الأشياء،فهو يدخل الفصل وفكره مشتت وذهنه مشغول ، بمن تركهم في حوجة،
فياقوم ردوا للمعلمِ حقهُ
فرضاً لكم في عنقكم وزماما
فالله لا يهبُ النجاح لموطنا
تلقى المُعلِّم في حباه مضاما
فالدولة التي تحترم المعلم ،وتقوم بتقديس مكانته،تزدهر ببنيها،
فتقدير المعلم يعني الاعتراف بفضله ،وأهمية رسالته في المجتمع،
واحترام المعلم واكرامه يعني التفوق، والتقدم والنهضة،بصنع عقول المستقبل التي تبني وتشيد، وتحرس، فلا مكان للدولة التي لاتكرم معلميها،فكيف لدولة تتقدم وهي تهمل معلميها،فأسأس التقدم والتطور لايكون إلا بتقدير المعلم، وذلك برفع أجور المعلمين، وإعطائهم الأفضلية في كل شيء،فلا تقدم بغير المعلم،
فكل مانراه من تقدم في الدول المتقدمة سببه الإهتمام بالتعليم والمعلم،ولنأخذ مثالا واحدا لدولة بعد أن هُزمت في الحرب العالمية الثانية،ودمرت ولكنها سخرت كل إمكانياتها وجهودها للتعليم،لمعرفتها لسر تقدمها وهو التعليم ، ألا وهي اليابان، وفي أقل من خمسين عاما انتقلت إلى التقنية الحديثة والتكنلوجيا وصارت من الدول التي يشار إليها بالبنان في التقدم ، فقد علمت أن الأمم لا تتقدم بالحجر و إنما بالبشر،فأكرموا وقدروا من يبني تلك العقول،ومانشاهده اليوم من تقدم لأوربا ماكان إلا بالإهتمام بالمعلم، لذا انتقلوا من حياة التخلف التي كانوا يعيشونها في العصور الوسطى، إلى حياة التقدم الصناعي والتكنولوجي ،
فعندما وُجه السؤال إلى رئيس الوزراء الياباني: كيف وصلتم إلى هذا التقدم العلمي قال:
بالمعلم الذي مُنح راتب وزير وقداسة قديس، وحصانة دبلوماسي، فلهم مثل يقول: ابتعد عن المعلم سبعة أقدام حتى لاتدوس على ظله بالخطأ ،لذا كانوا مضرب مثل في التقدم والنهضة،
كما يحكى أن بعض الوزراء طلبوا من رئيسة وزراء المانيا مساواتهم في الأجور مع المعلمين، فجاء ردها عليهم، بأن لايمكنني أن أساويكم بمن علموكم،فقد علموا بدور المعلم ،وعظمة رسالته السامية التي يؤديها، إذن المعلم هو الأساس لقيام أي حضارة على وجه الأرض، ومن غير تعليم ومن غير معلم ، فلن تنهض بلادنا ،وإن الحديث عن التقدم يكون مجرد أحلام، فيايها المسؤولون
أن المعلم مغلوب على أمره يعيش حياة الفقر الحقيقية، في ظل الأوضاع الإقتصادية الراهنة،والغلاء الفاحش، الذي فاقم معاناته، فأدركوا التعليم،
بمراعاة ظروف المعلمين، وتذليل التحديات التي تواجهه، لينثر ابداعه في مجتمعه،فسلطوا الضوء بنظرة واقعية لحقوقه، ليعيش حياة كريمة تناسب علمه ورسالته، فأعطوه حقوقه بعزة وكرامة تليق به، لتنشئوا وتبنوا به أنفسا وعقولا وحضارة تضاهي كل الحضارات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى