عزيزة المعراج تكتب ..)العمى) قد (يسيب)

نعم نحب هذه البلاد..بلاد نشأَنا على أرضِها وشببنا على ترابها وترعرعنا بين جنباتها
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!…حب الوطن هو شعور اكبر من ان يحبس في الصدور واكبر من ان يكون مجرد شعار مكتوب على السّطور..ولابد من أنْ يترجمَ إلى أفعال ومواقفَ مشرفة مواقف يسطرها الان ابطالنا في الميدان ولا اشرف من القتال في ميادين الوغى ذودا عن الحياض من محاربة دعوة القبلية والعنصرية البغيضة والمنتنة ..
لا يمكن أن نرفض البتة أن يعتز شخص ما بنسبه أو قبيلته حيث أن نبي البشرية وأكرم الاكرمين أعتز بقبيلته ( انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ) لكن الخطأ الشنيع هو ان تقلل من شأن القبائل الأخرى او تعتبر نفسك سيدا ليهم او تصفهم بالعبودية لمجرد أنهم كان يمارس عليهم الرق في عصور موغلة في الظلام من تاريخ السودان .. وبلا ريب أنها سمة قبيحة و بارزة اساءت كتيرا لحاضر و تاريخ هذه البلاد .
لعل هذه الحرب المقيتة التي شنها قوم ملأت العنصرية والحقد صدورهم فنفثوها خرابا وحريقا التهم البلاد والعباد توضح ان لا شئ ادعى للحسم والاستئصال من دعوى جاهلية تستهدف وحدة البلاد وسلمها الأمني.. اعتقد ان التجاهل لذلك الكتاب البغيض المسمى الكتاب (الكتاب الأسود).الذي حمل بين دفتيه سما زعافا نتجرعه الآن….ونفس التجاهل وعدم الجدية في حسم تلك الدعوة البغيضة والعنصرية التي يتبناها من يسمي نفسه (عمسيب) الذي يحمل لواء دعوى التنانة ويبشر به.
في الوقت الذي لا زلنا نحاول فيه أن ننقذ هذه البلاد من براثن التمزق والعدم ليخرج إلينا بدعوة و نذر شؤم حرب أخرى (سنخوضها لا سمح الله ) لاننا نسمح بهذه المهازل بأن تنمو وبكل لا مبالاة نفرط دوما في حاضر ومستقبل هذه البلاد في امنها وسلمها الاهلي …في بلاد قريبة من يتهم بالمساس بالامن القومي يغيب إلى ما وراء الشمس .
كيف لا يلاحق هذا البغيض قضائيا وكل قوانين الدنيا تجرم دعوة العنصرية والانقسام التي يتبناها أتعجب من اغفال أمره الذي ينذر بشر مستطير من قبل المسئولين في هذه البلاد …لكن ما يدعو للعجب كثيرا في هذه البلاد …ففي (بلاد العجائب)..السودان كدولة غاب تماما عن محاولة رتق النسيج الاجتماعي او توجيه موارد للتعايش
اذا فلنجعلها دعوة لكل من يهتم بأمر هذه البلاد افتحوا فيه بلاغات في كل مكان على هذه البسيطة لاحقوا صاحب الدعوة المقيتة.
هذه الحرب يجب أن تكون نقطة فارقة في تاريخ هذه الأمة.. فقبل أن نرفع علمَ الانتصار فلنرفع قيم الالتزام والاحترام في نفوسنا …ينبغي ان نتساءل ماذا فعلنا وماذا سنفعل لهذه البلاد؟ كيف نزيل مظاهر الفرقة والشتات ودعوة الفناء ..كيف نجعله يظهر بالمظهر الذي يستحقه علما بين الامم ؟! هل بدأْنا بأنفسنا لنكون مواطنينَ متحضرين؟ هل تخلّصْنا منْ ضغائن القبلية والمحسوبية والانقسام؟ هل نعملُ على نشرِ بذورِ السّلم الأهلي في وطنِنا الغالي ؟
السلم الأهلي هو وضع يسودُ فيه الأمن والسّلام، ولا سلام ولا أمن ما لم تبتر دعاوي العنصرية ولابد من محاصرة (العمى) قبل أن (يسيب) وينشر الظلام في الوطن الحبيب
يا سادتي الوطن هو بيتنا الكبير بيت الجميع، وثروة الكبير والصغير لا تتركوه نهبا لهذه الدعوات الضالة.