
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
في المؤتمر الصحفي الذي عقده محافظ مشروع الجزيرة المهندس إبراهيم مصطفي برزت كثير من الحقائق والمؤشرات التي تدور حول المشروع وما ينتظره من تحديات بعد الخراب والدمار الكبير الذي تعرضت له ولاية الجزيرة من قتل وتشريد وإعتداء آثم وتهجير قسري للسكان والمزارعين فاق كل تصور وحشي عرفته البشرية..
محافظ المشروع قدم شرحا مفصلا عن حجم الخسائر والاضرار التي تعرض لها المشروع والتي قدرت في حصرها الاولي بأكثر من ٣٠٠ مليون دولار. ولا زالت لجان الحصر تواصل عملها في كشف المزيد من الاضرار التي طالت الممتلكات والبنيات الأساسية والمعدات والآليات والمكاتب والمصانع والمحالج والورش.
النقطة الثانية وتتعلق بالموقف الحالي حيث تم تكوين لجنة عليا مهمتها وضع الخطط العاجلة لاصلاح الاعطاب الرئيسية الخاصة بقنوات الري وحل مشكلات الموسم الصيفي والاستعدادات الجارية للموسم الشتوي والذي سيشهد توسعا جديدا تضاف لمساحة المشروع الكلية بإضافة مليون ومائة الف فدان مما يشكل قيمة مضافة جديدة للاقتصاد السوداني..
المحافظ بدأ متفائلا وهو العارف بالمشروع منذ التحاقه مهندسا زراعيا بحل كثير من المشكلات الإنتاجية وديون المزارعين وقضايا الكهرباء والمياه والتطوير والتحديث والإصلاح القانوني وبناء منظومة إدارية فاعلة لمواجهة التحديات الماثلة والتي قال ان المشروع سيتجاوزها وقال هناك إرادة سياسية واضحه من الدولة في أعلي مستوياتها في مجلس السيادة ومجلس الوزراء بدعم المشروع علي كل الاصعدة وقال كل هذه الخطوات تحتاج لضمانات سيادية لجذب استثمارات قوية وذات شراكة فالسودان دولة استثمار وليس دولة إيجار…
ويبقي التحدي الماثل في كيفية معالجة القضايا الاجتماعية الساخنة التي خلفتها الحرب والتي تركت جروحا وندوبا علي إنسان الجزيرة..
وربما هي مناسبة للوقوف علي واحدة من الفعاليات الشعبية التي تنتظم بورتسودان وتزداد وتيرة نشاطها خصوصا بعد تحرير مدني وهي المؤتمر الصحفي الذي أقامته تنسيقية رفاعه الكبري يقيادة الأمير أبوجنة. وفي الفعالية وردت إشارات عديدة ومنها ما يتعلق بجهود إستعادة أبنائهم الذين التحقوا بالدعم السريع والدور الذي قاموا به في إسناد الجيش في دحر التمرد. والنقطة الأهم هي التركيز علي فتره مابعد الحرب وكيفية تحقيق السلام الاجتماعي ونبذ خطاب الكراهية وعودة مجتمع الجزيرة سيرته الاولي متصالحا ومسالما ومضيافا كما كان ومستقبلا لكل موجات الهجرات التي قصدت المشروع..
خلاصة القول تكامل مجهودات إصلاح ما دمرته الحرب في المشروع مع دور مكونات مجتمع ولاية الجزيرة في إصلاح النفوس سيمهد الطريق أمام المهندس إبراهيم مصطفي لبلوغ المشروع والذي يحتفل هذه الأيام بعيد ميلاده ال(١٠٠) غاياته التي يتمناها الجميع قمحا ووعدا وتمني لسودان زاهر ومستقر ومتقدم بين الأمم




