رأي

بدر الدين عبد القادر – نبض الروح في مواسم الطهر والتعبد

عبق الحروف

في زمنٍ يضجّ بالماديات والضوضاء يأتي موسم الليالي العشر كنسمةٍ ربانية تهبّ على القلوب المتعبة من رهق المتاعب وكبد الحياة الذي لاينتهي إنه ليس موسمًا إعتياديًا بل مهرجانٌ سماوي تُفتح فيه أبواب الخير وتُعرض فيه فرص القرب من الله على موائد مفتوحة لكل راغب غنيًا كان أو فقيرًا عالمًا أو بسيطًا.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

هذه الليالي التي أقسم بها الله في محكم كتابه: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ” ليست مجرد تواريخ تمرّ في التقويم بل هي أيام فُرص ومواسم غنائم من نوع لا يُباع ولا يُشترى فيها يُضاعف الأجر، ويُحبس الشيطان، وتُصفّى النفوس لمن أراد.

الغنائم الروحية لا تُقاس بالأرقام لكنها تُحفر في القلب وتُكتب في صحائف الأعمال. هي صلاةٌ بخشوع في جوف الليل ودمعة ندمٍ صادقة وصدقةٌ خفيّة ودعاءٌ يرتفع من قلبٍ موقن بالإجابة.

إنه موسمٌ تتنفس فيه الأرواح. مهرجانٌ لا صخب فيه ولا أضواء، بل تسابيح وقرآن وأكفّ ترتفع نحو السماء. في هذه الأيام، تتجدد الروح وتنتصر الفطرة ويعود الإنسان إلى أصله: عبدًا خاشعًا يسعى إلى ربه بخطى المشتاقين.

نفحة في أخر العبق:

الفرصة ما زالت قائمة والموعد قريب فهل نغتنمها قبل أن تُطوى الصحائف ويُقال: لقد مضى موسم الغنائم ولم نك فيه من الرابحين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى