الاخبار

بابكر الحداد يكتب – مواطن الجزيرة.. سند الجيش .. وفخر الوطن ..

١٦ فبراير ٢٠٢٥م

 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

ربما لا يعلم كثير منا تلك الكواليس وما خلفها إلا من أبحر وتوغل في الولاية ومحلياتها ووحداتها الإدارية وقراها في خضم المعارك الضارية إبان بداية تحرير الولاية بدءاً من حدودها الجنوبية والشرقية وإنتهاءاً ببوابتها الشمالية مع الخرطوم والغربية مع النيل الابيض حيث تكمن ضراوة الحرب والخلاص الاخير من الإحتلال ..

كيف كان أبناء الخضراء سنداً لجيشهم العظيم؟؟ هذا ما يعجز القلم عن وصفه وكتابة شيئاً يسيراً من هذا التاريخ الجديد في وطني ..

على الرغم من نزوح ولجوء أكثر من ٩٥% من مواطني ولاية الجزيرة إلا أن بصمتهم كانت واضحة كالشمس في كبد السماء .. فما ان أوصلوا عوائلهم إلى المناطق الآمنة إلا وعادوا شيباً وشباباً وتسابقوا الى الإنضمام للقوات المسلحة بمسميات وكيانات لا يسع المكان والزمان لسردها ولكنها كانت الخنحر المسموم في خاصرة المليشيا وحواضنها محلياً وإقليمياً ودولياً ..

هبوا جماعات وفرادى وملأوا ميادين التدريب وحملوا السلاح تلبيةً لنداء القائد العام عندما نادى .. بل وقبل أن ينادي المنادي .. ومن هنا بدأت شرارة التنافس على نيل الشهادة وتقديم الروح فداءاً لتطهير الوطن من دنس الخوارج ..

لا اريد الخوض في تفاصيل هذا الإسناد غير المسبوق خشية إنتقاص الأجر او سقوط شيئا سهواً .. ولكن غيض من فيض لا بد ان يكون معلوماً من باب التاريخ والوفاء لأهل العطاء ..

أحدثكم عن تضاعف مؤسستنا العسكرية ووصول قوتها إلى أرقام لم تسجل في العقود الماضية .. أم احدثكم عن التربية الوطنية التي دفعت هذا الجيل إلى النزول في خندق معركة الكرامة متقدماً من سبقوه عمراً وخدمةُ ؟؟

دعونا من هذا المورد البشري الضخم وأرتال المجاهدين .. والكتائب ..

فما وراء الجدران اصحاب الطاقة الجبارة والذين لم يغمض لهم طرف وهم يسهرون من اجل إكرام جنودهم وتوصيل كل المستلزمات بتفاصيلها الصغيرة إلى جنود الوطن في كل مواقعهم المتحركة والمرتكزة ..

ساعد في إنجاح هذا الدور الكبير كل مواطني الولاية بلا استثناء بالداخل والخارج على وجه الخصوص .. اقتطعوا من قوت يومهم إكراماً لضيوفهم .. كيف لا وهي ارض الخير إسماً ومعنىُ ..

اكاد اجزم بأن ما قدمته لنا تلك الملحمة رغم مرارات فقدنا لنفر كريم إلا أننا فرحين كفرح شهداءنا وأمانيهم وحبهم للشهادة فنالوا ما تمنوا ..

إنسان تلك الولاية المعطاءة اكد انه سلماً وحرباً لا ينضب معين كرمه .. فلا يْقهر ولا يعرف الإستسلام للظروف وقساوتها .. او يجد الخنوع إليه سبيلا ..

سيسطر كتابنا هذا التاريخ والإرث الخالد ليهتدي إليه أبناؤنا واجيالنا القادمة في مدارسهم وان حرياً أشعلها العملاء وساسة الغفلة وبائعي شرف الوطنية وأخمدها الأبطال بمختلف إنتماءاتهم العسكرية والمدنية .. والمهمومون بأن يسلموا السودان لمن بعدهم حراً .. شامخاً .. آمنا .. ومستقراً ..

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى