اللجنة الوطنية لفكّ حصار الفاشر 🕯️ بيــــانٌ صحــــفي 🕯️

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
جمهورية السودان
اللجنة الوطنية لفكّ حصار الفاشر
تُدين اللجنة الوطنية لفكّ حصار الفاشر بأشدّ عبارات الإدانة والاستنكار الجرائمَ الممنهجة والانتهاكاتِ الجسيمة التي تواصل ارتكابها مليشيا آل دقلو الإرهابية المتمرّدة بحقِّ المواطنين الأبرياء العزّل، في سلسلةٍ من الأفعال البربرية التي تجاوزت كلَّ حدود الإنسانية، واستهدفت أرواح الأبرياء ومؤسسات الدولة، في انتهاكٍ صارخٍ لكل القيم الدينية والأعراف الدولية.
وقد حمَّل الأستاذ أزهري المبارك، رئيس اللجنة الوطنية لفكّ حصار الفاشر، مليشيا آل دقلو الإرهابية المسؤولية الكاملة عن استشهاد المناضلة الصامدة سهام حسن، بنت الفاشر البارّة وعضو البرلمان السابق، التي ظلت شامخةً في مدينتها، تخدم الناس بيديها، وتشرف على التكايا، وتواسي المنكوبين، وتغرس بذور العون والرحمة في زمن القسوة والخذلان، حتى باغتتها يدُ الغدر من مليشيا الجنجويد فاغتالتها بدمٍ بارد.
رحم الله الشهيدة سهام حسن، فقد كانت نبراساً للعطاء، ورمزاً للشجاعة، وصوتاً للحكمة والحقّ في زمنٍ عمّ فيه الصمت، وارتفعت فيه رايات الباطل.
اللهم اجعل روحها في عليّين مع الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقاً، واغفر لها، وتقبّلها قبولاً حسناً، فإنها رحلت ثابتة المبدأ، نقيّة القلب، مؤمنةً بعدالة قضيتها ووطنها.
لقد مثّلت الشهيدة سهام رمزاً للعزّة والكرامة السودانية، ومثالاً يُحتذى لنساء السودان اللواتي يقفن على ثغر الوطن بعزيمةٍ لا تلين، وإرادةٍ لا تنكسر.
إنّ استهداف رموز المجتمع وشخصياته الوطنية، كما حدث في دارفور وكردفان وغيرها من بقاع الوطن الجريح، يُعدّ جريمة حربٍ مكتملة الأركان، وعدواناً سافراً على الإنسانية والقيم السودانية الأصيلة.
وإذ تُدين اللجنة الوطنية لفكّ حصار الفاشر هذا السلوك الهمجي، فإنها تُحمّل مليشيا آل دقلو الإرهابية المسؤوليةَ الكاملة عن الحصار المفروض على مدينة الفاشر، وما يترتب عليه من منعٍ لحركة المواطنين وتقييدٍ لحريتهم، وهو ما يُعدّ انتهاكاً صريحاً للحق في الحياة والكرامة الإنسانية، وقد يرقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية.
وتدعو اللجنة المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والحقوقية إلى إدانة هذه الجرائم الوحشية، والتحرك العاجل لوقفها ومحاسبة مرتكبيها، حفاظاً على أرواح المدنيين وصوناً لحقوق الإنسان في السودان.
إنّ استمرار هذه الأعمال الإرهابية يؤكد – بما لا يدع مجالاً للشك – حجم الخطر الذي تمثله هذه المليشيا على أمن البلاد واستقرارها، ويكشف عن تحدٍّ سافرٍ للقانون الدولي الإنساني ولكافة المواثيق الدولية ذات الصلة.
ستظلّ دماء الشهيدة سهام حسن مشعلاً يضيء دروب الحرية والكرامة، وعهداً على أبناء السودان أن لا تذهب تضحياتها هدراً، وأن يُواصلوا دربها في سبيل وطنٍ عزيزٍ آمنٍ تسوده العدالة والسلام.
ستظلُّ الشهيدة سهام نجمةً تُضيء سماء الفاشر، ووردةً نَدِيَّةً سقت تراب الوطن بدمائها الطاهرة، لترسم على جبين السودان ملامح الصبر والثبات.
لم تمت سهام، بل عبرت إلى الخلود، لتبقى حاضرةً في ضمير كلّ حرٍّ سودانيٍّ يؤمن بأنّ الوطن لا يُصان إلا بالتضحية، ولا يُبنى إلا بدماء الشرفاء.
سلامٌ على روحكِ يا سهام،
سلامٌ على عطائكِ الذي لا يزول،
وسيبقى اسمكِ محفورًا في ذاكرة النضال،
تردّده الأجيال نشيدًا للكرامة، ودعوةً للوحدة، ووعدًا بأنّ الفاشر لن تُركع،
وأنّ السودان سيبقى حرًّا أبيًّا مهما طال ليل المِحن.




