الاخبار

الأستاذ/ موسى داؤد يكتب 💔 الفاشر… حين بَكَتِ السَّماءُ دَمًا ونَاحتِ الأرضُ وَجَعًا 💔

كلامُ السلطان

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

 

الأستاذ/ موسى داؤد يكتب

 

💔 الفاشر… حين بَكَتِ السَّماءُ دَمًا ونَاحتِ الأرضُ وَجَعًا 💔

 

في ليلٍ أسودٍ كالخيانةِ غابتِ النجومُ خجلاً. كانت الفاشرُ تغفو على جراحها القديمة قبل أن توقِظها يدُ الشيطانِ الممتدّةُ من دولةِ الشرِّ — الإمارات — تلكَ التي تُصدّر الموتَ للسودانِ وتتنفّسُ الإرهابَ، وتُغذّي نيرانَ الفتنةِ بدماءِ الأبرياءِ.

 

جاءت مليشياتُ الدعمِ السريع الإرهابيةُ، حاملةً رايةَ الظلمِ ومُبشِّرةً بالموت. سارت فوقَ جثثِ البشرِ وكأنّها مواكبُ الشيطان. جمعت الرجالَ والنساءَ والأطفالَ في الساحاتِ، ثم أطلقتْ عليهم الرصاصَ مطرًا من جحيمٍ؛ فَسُقِيَتِ الأرضُ دمًا بدلَ ماءٍ، وسقطتِ الأرواحُ كأوراقٍ في موسمِ موتٍ لا خريفَ له.

 

كانت الفاشرُ تصرخ، والسماءُ تُردّدُ صداها، والأرضُ ترتعشُ فزعًا. في كلِّ بيتٍ جريمةٌ، وفي كلِّ شارعٍ حكايةُ دمٍ ووجع. ذبحوا المصلّينَ في المساجدِ، وهاجموا المرضى في المستشفياتِ، وقتلوا العابرين في الطرقاتِ بلا ذنبٍ سوى أنّهم أبناءُ هذه الأرضِ الطاهرة.

 

مارسوا أبشعَ صورِ التطهيرِ العرقيّ: ميّزوا بينَ الناسِ بلونِ البشرةِ والانتماءِ، ووصفوا المواطنينَ بالأرقاءِ والعبيد. حتى موظفو الصليبِ الأحمرِ والمنظماتِ الدوليةِ لم يسلموا من بطشِهم، فقد تحولوا إلى أهدافٍ في مرمى الكراهيةِ والعنصريةِ.

 

صارت الفاشرُ مدينةً منسيةً يكتنفها الدخانُ وتغمرها الدماء. لا ماءَ فيها إلا دمُ الأبرياءِ، ولا صوتَ فيها إلا أنينُ الثكالى، ولا لونَ إلا السواد. على جدرانِها آثارُ الرصاصِ، وعلى شوارعِها ظلالُ الموت، وفي سمائها طيورُ الغيابِ التي هجرت النور.

 

وأين أنتم، يا مَن تتغنّون بالإنسانية؟

أين أنتم، يا مَن جعلتم من حقوقِ الإنسانِ شعاراتٍ ومواثيقَ؟

هل ماتتِ الرحمةُ في صدورِكم؟

هل صارَ الدّمُ السودانيُّ أرخصَ من مصالحِكم النفطيةِ؟

 

إنّ صمتَ العالمِ خيانةٌ، وإنّ حيادَ المنظماتِ الدوليةِ عارٌ لا يُغسَل. كلُّ يدٍ لم تَمُدَّ لإنقاذِ الفاشرِ — فهِيَ يدٌ ملوّثةٌ بالدم. كلُّ ضميرٍ سكتَ — شريكٌ في الذبحِ.

 

يا فاشرَ الألمِ والصمودِ، أنتِ اليومَ لستِ مدينةً فحسب، بل مرآةٌ تُعرِضُ سقوطَ الإنسانيةِ وجرحٌ نازفٌ في جبينِ التاريخ. لكنّ العدلَ لا يموتُ إن تأخّر؛ ستكتبُكِ الأجيالُ نشيدًا للكرامةِ، وستُدينُ السماواتُ كلَّ مَنْ شاركَ في جريمتكِ: من دولةِ الشرِّ الإماراتِ التي صدّرتْ السلاحَ والموتَ، إلى المليشياتِ التي جعلتْ من أجسادِ الأبرياءِ جسورًا لسلطتِها الزائفة.

 

وستبقى الفاشرُ، رغمَ الدمِ، رايةً من نورٍ لا تنطفي، تبكي اليوم لتُضيءَ غدًا، وتقسِمُ أنّ دماءها لن تضيعَ سُدى.

أو كما قال:

بيننا وبينهم بحورٌ من دمٍ،

وجبالٌ من جثثٍ لا تزولُ،

وسنينٌ من الحقدِ والأناتِ،

وليلٌ طويلٌ من الثأرِ والعويلِ.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى