عام

كتب/ يوسف عبدالمنان. حديث السبت 📌 *جبال النوبة القضية المنسية تعود للاضواء.*

📌 *بعد سته أشهر من التفاوض المعلن والخفي تصل أول طائرة مطار كادقلي.*

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

📌 *متى تضع الحكومة في أولوياتها فك الحصار وفتح الطرق؟؟*

 

حطت يوم الأربعاء الماضي أول طائرة في مطار كادقلي، بعد توقف قارب عاماً وثمانية أشهر، وبعد سته أشهر من التفاوض المباشر وغير المباشر، مع الحركة الشعبية، ووكالات الأمم المتحدة، أخيراً تم التوصل لاتفاق، يقضي بأغاثة منطقة جبال النوبه، عبر عمليات جويه عبر مطاري كادقلي وكاودة، وعبر عمليات إسقاط جوي لمناطق جلد في الجبال الغربية، مع استبعاد النقل البري الأقل تكلفة في الوقت الراهن عبر المعابر، لوجود صعوبات عملية ومناخية.

وجاء هبوط الطائرة التي على متنها فنيين وخبراء لإكمال ترتيبات هبوط طائرات الإغاثة بسعات كبيرة لنقل القوت والدواء؟ والأمصال التي يحتاجها انسان المنطقة، الذي عاش عاماً صعباً، عانى فيه من الجوع ونقص الدواء للإنسان والحيوان، علماً بأن جهود إنقاذ جبال النوبة بدأت مبكراً في مايو أيار الماضي، حينما وقع الفريق شمس الدين كباشي والفريق عبدالعزيز الحلو، على اتفاق يقضي بتوصيل الإغاثة للمتضررين، في جبال النوبة، وفتح الاتفاق نافذةُ صغيرةً، وآمالاً كبيرة لإمكانية أن يقود اتفاق الحلو شمس الدين كباشي، إلى العودة لمنصة الحل السلمي والتفاوض حول أصل أسباب الأزمة، وهي القضية السياسية، الا ان شيطان الخلافات والايادي الآثمة التي سعت لربط قضية جبال النوبة بقضية الدعم السريع، من خلال رافعة أجنبية ممثلة في دولة الإمارات أجهضت وعطلت حتى اتفاق الإغاثة !! بعد أن بعثت الإمارات العربية المتحدة بوكيلها عبدالله حمدوك، الذي أقنع الحلو بنفض يده عن اتفاقه مع شمس الدين كباشي، خاصة وأن الاتفاق كان شفويا ولم يكتبه الطرفان،

ولم تفتر همة شمس الدين كباشي، وهو ينظر لأهله يتضورون جوعاً، ويقتات بعضهم أوراق الشجر، تلك حقيقة شاخصة، لم ينكرها الا السياسي المخضرم حسن كنده تربة في حديثه يوم الثلاثاء الماضي ببيت القيادي عمر شيخ الدين، وسنعود لذلك في فقرة أخرى من هذا التقرير. ولكن بعد فشل مفاوضات جوبا، تمت إغاثة منطقة جبال النوبة من كوستي بعدد 155 الف جوال ذره، من الجبال الشرقية، وثلاثمائة الف جوال أخرى، ومبلغ تريليون جنيه لشراء قمح وذره للدلنج وكادقلي، وساهمت جهود كباشي ومفوض السلام سليمان الدبيلو في تخفيف وطات الجوع في فصل الخريف، ولكن مات مئات الناس بالملاريا وتعثرة النساء في الولادة، بسبب إغلاق الحركة الشعبية لطريق كادقلي الدلنج، وإغلاق الدعم السريع طريق الدلنج الأبيض.

رفع الفريق شمس الدين كباشي قضية ضرورة إغاثة جبال النوبة إلى الفريق البرهان وهو في طريقه لجوبا للقاء الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت، وقد اتفق البرهان وسلفاكير على تدفق الإغاثة جوا إلى جبال النوبة حتى دون رجوعه للحلو الذي لايزال بطبيعة الحال ضابطا في الجيش الشعبي الذي يقوده سلفاكير ولكن للحركة الشعبية بعض الخصوصية والاستقلالية النسبية لقطاع شمال عن الحركة الأم، لكن يظل سلفاكير له من السلطه على الحركة وضباطها ماجعله يصدر قرار الموافقة على إغاثة المنطقة، ولكن بعد أن شبعت المنطقة في الإنتاج الجديد من الذره وتدني سعر جوال الذره من تسعمائة الف جنيه إلى ستين الف جنيه فقط في أسواق الدلنج والدبيبات التي لايشملها اتفاق توصيل المساعدات الإنسانية جوا لاعتبارات تتصل بسيطرة طرف ثالث عليها ليس لسلفاكير سلطان عليه.

 

2️⃣

يوم الثلاثاء الماضي جمع القيادي البارز في الحركة الشعبية، وفي جبال النوبة عمر شيخ الدين المدير العام لشركة الأسواق الحرة ببيته العامر عددا كبيرا من أبناء جبال النوبة حينما نقول جبال النوبة نعني المنطقة الجغرافية لأنعني النوبة كشعب يتكون من مجموعات لغوية عديدة اختلف الباحثون حولها هل هي ثمانية ام عشر، ولكن جبال النوبة تضم مجموعات قبيلة متعددة، إضافة للنوبه، هناك الحوازمة، وكنانه، وأولاد حميد، والكواهلة، والفلاته والبرقو والبرنو. وهي فيسفاء متعددة المشارب والثقافات ولكن عمر شيخ الدين بشخصيته الوسطية مابين الحوازمة والنوبه، وهو مثل الفتاة التي تغني بها الشاعر محمد سعد دياب، في قصيدته الشهيرة مادلينا، وهي فتاة امها من سليلة الامهرا أجمل نساء الأرض، ووالدها من قلب أثينا، وعمر شيخ الوالد من عمق الجبال والأم من رقة رمال القوز، ومالم يفعله محمد كرتكيلا واللواء سايرين وزير الداخلية، ولا الدكتور جرهام عبدالقادر وزير الاعلام، قد فعله عمر بجمع أهل المنطقة في مادبة غداء متواضعة، بلا ترف وبزخ، ولكنها كبيرة في مقاصدها فتحت (خشوم) ظلت صامته عن الحديث بشأن ماتعانيه جبال النوبة في الوقت الراهن من حصار مر وحرمان من الدواء والغذاء بأمر الدعم السريع، من جهة وبامر الحركة الشعبية من جهة أخرى، *مما يضع على عاتق الجميع مسؤلية فتح الطرق، وفك الحصار،إما بالتي هي أحسن، وإما بالسلاح والسنان،* ذلك حتى لايموت الناس مثل أهل الجزيرة، ووجود الدعم السريع في محلية القوز، يشكل خطرا على انسان المنطقة ولولا رجال وشباب الدلنج لحدث في الخريف الماضي ماهو أسوأ مما حدث في الجزيرة لكن أبناء الدلنج صدوا الدعم السريع عن دخول الدلنج وتلك قيمة يجب تقديرها لابناء الدلنج في الحركة الشعبية وفي الجيش والدفاع الشعبي والمجاهدين

وفي بيت عمر شيخ تحدث السياسي المخضرم حسن كنده تربة عن ضرورة السلام و وعاتب الفريق شمس الدين كباشي زاعما انه لم يهتم بمنطقة جبال النوبة وكان عتابه عتاب محب لا عتاب خصومة ولكن الأمانة تقتضي الاعتراف بأن ماحققه شمس الدين كباشي للسودان والجبال لم يحققه من قبله سياسي، ونظرة فقط لنصيب جبال النوبة في السلطة الآن تخرس اي صوتٍ يدعي بأن المنطقة حاق بها ظلماً في ظل وجود شمس الدين كباشي في قيادة الدولة، ولن نعدد أسماء الوزراء ولا وكيل أهم وزارة المالية ولا مفوض اللاجئين ولا مدير شركة الأسواق الحرة نفسه، وتعددت مساهمات القدح الذهني من عمر سومي رئيس تنسيقية الحوازمة والأمين العام سعيد حبيب الله والدكتور سليمان حديد واجمع المتحدثون على ضرورة اتفاق أبناء جبال النوبة على الحد الأدنى وقد اعترف الجميع بأنهم ضحايا للنزاع واضطراب الأمن، وان قيادة أبناء جبال النوبة لولايتهم الحق الذي لاتنازل عنه، في الوقت الراهن والمستقبل، وفتح عمر شيخ أفقاً مسدوداً لحوارات بين مكونات المنطقة، *من أجل فك الحصار عن الجبال وفتج الطرق، سواء بالتفاوض أو بقوة السلاح، حتى تعود جبال النوبة كما كانت في السابق.*

 

3️⃣

السؤال الذي يطرح نفسه، هل تستطيع الحركة الشعبية فك ارتباطاتها الخارجية، والتفاوض بقلب مفتوح حول قضايا تمس المواطن، وتنهض بالإقليم بعيدا عن الشعارات الهلامية، وهل إذا وضعت الحركة الشعبية السلاح، وتحقق السلام في المنطقة، ولو جزئياً في وجود الدعم السريع، في محليات القوز وهبيلا وأم برمبيطة وابوكرشولا، هل يمكن يكون هناك سلاماً؟ وقضية السلام في جبال النوبة أكثر تعقيدا مما هو مطروح الآن، من حلول ولو كانت قضية جبال النوبة ترتبط بالمشاركة في السلطة، فإن نصيب المنطقة في الحكومة الحالية هو الأفضل على مر التاريخ بدئاً من قيادة الجيش، التي ينوب فيها كباشي عن القائد العام ومنصب وزير الداخلية، والحكم الاتحادي، والثقافة والإعلام، ومنصب وكيل وزارة الماليه، ومفوضية اللاجئين، وربما الظلم الذي يشعر به أبناء جبال النوبة في انهم حرموا من إدارة شان الإقليم، وكان حرياً بالحكومة المركزية أن لا تنكص عن اتفاقية السلام وتأتي بوالي من المركز؟ لا يمثل أهل الإقليم، ولا تطلعاتهم في التنمية، وشهد الإقليم في سنوات مابعد اتفاقية السلام الشامل 2005م طفرةً تنمويةً كبيرةً، لو كانت القضية قضية تنمية لما اندلعت الحرب مجدداً، ودخل عامل الدعم السريع وأثار تعقيدات أخرى على المشهد، باستقطابه الاثني الحاد وخنقه للإقليم من عنقه باحتلال الدبيبات، وهبيلا والرهد، ولكن من حسنات هذه الحرب أن القبائل النوبية أدركت بأن هناك قبائل عربية مثل حمر في غرب كردفان تبادلها المودة والتقدير، وقد تكفل أبناء قبيلة حمر بركوب الصعاب، وتهريب الدواء والذره، وترحيل المرضى من الدلنج إلى النهود، والي الدبة وبورتسودان، مما جعل الأمير كافي طياره البدين يصدر بياناً يثمن فيه دور قبيلة حمر في إغاثة النوبة، وتوصيل ضروريات الحياة لهم، في الوقت الذي قطع الدعم السريع إلامداد الغذائي والدوائي عن الجبال لأسباب سياسية، ومن هنا يبدو ان الحل التفاوضي مع الحركة الشعبية، وهو مطروح وممكن، وللحركة الشعبية قيادة مهما اختلفت معها فإنها قيادة تملك السيطرة على جيشها، وإذا وعدت اوفت، لذلك يمكن الوصول معها لاتفاق،

ولكن مليشيا آل دقلو لا تطرح رؤيةً حول المنطقة، ولا هي حريصة على السلام في جبال النوبة، وتتقمصها روح الانتقام والتشفي، وهي بذلك غير مؤهلة للتفاوض معها قبل أن تسترد القوات المسلحة المناطق التي يسيطرون عليها.

 

4️⃣

انقضى فصل الخريف، وأطل فصل الجفاف، *ولا تزال الحكومة الاتحادية بلا رؤية واضحة، بشأن فك الحصار عن جبال النوبة، بفتح طريق الأبيض الدلنج، وإعادة تأمين مطار الأبيض، حتى يصبح مهبطاً للطائرات المقاتلة، وإعادة نشاط القاعدة الجوية، ليسهل القضاء على التمرد في شمال كردفان، وحتي طريق كوستي مروراً بالرهد وام روابة. وتأمين مدينة الابيض ليس عصياً إذا وجدت الإرادة السياسية والعسكرية التي تدفع بالعمليات والسيطرة لتأمين الأبيض تعني القضاء على التمرد المليشي في طريق بارا والمدينة نفسها، الي إزالة ارتكازات المليشيا في طريق ام درمان شمالاً ، ووقف شريان الإمداد المليشي نهائياً، والتحرك غرباً الي محلية القوز والدلنج، والقضاء على الحركة الشعبية في الكرقل، لفتح الطرق بالقوة إذا لم تستجيب الحركة الشعبية للحل السياسي السلمي.*

✒️ يوسف عبدالمنان

السبت 2 نوفمبر 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى