رأي

على كل – محمد عبدالقادر – الامير محمد بن سلمان… “النوايا وحدها لا تكفي

 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

يستحق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان محبة وتحية الشعب السوداني وهو يجعل ما يحدث ببلادنا فى صدر أجندة لقائه أمس الأول مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وينتزع منه اعترافا مهما بفظاعة الأوضاع فى السودان، وتعهدا بالتدخل لإنهاء الحرب اللعينة..

تستحق المملكة العربية السعودية الاحترام والتقدير على الموقف الجهير الذى عبر عنه ولي العهد السعودي فى الولايات المتحدة ، وتنبيهه لمخاطر ما يحدث فى السودان، ومطالبته التحرك لايقاف الحرب التى تقتل السودانيين كل يوم بتمويل الامارات وتنفيذ مرتزقة ال دقلو ” والجملة الاخيرة من عندي” ..

الحراك الذى افترعه محمد بن سلمان والترحيب الذى قوبل به من قبل الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة يعتبر دليل عافية واشارة لمطلوبات مهمة فى مسار العلاقات السودانية السعودية التى ترتقي يوما بعد يوم، وتدخل بذات طلاقة الماضي على انفتاح جديد وتنسيق حميد يليق بالاواصر الازلية بين دولتين شقيقتين يجمعهما تاريخ عريق من التواصل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والشعبي.

السعودية بلد يحظي بثقل دولي واقليمي، وهي فى مصاف الأقطار ذات الكلمة المسموعة بحكم ما تملك من مقدرات وتاثير، وما تحظى به من تقدير واحترام بين بلدان العالم، لذا فإنها لا تتورط فى تبني اية مبادرة أو جهود ما لم تتأكد أن مساعيها ستمضي إلى النهايات المرجوة، وقد أثبتت كثير من التجارب أن صوت السعودية كان الاعلى فى مختلف المبادرات التى كانت طرفا فيها لإحداث الاختراقات المطلوبة فى ملفات عديدة..

لن يخيب رهاننا على الدبلوماسية السعودية التى كانت أول المبادرين بطرح “منبر جدة” على ايام الحرب الأولى ، وقد مثلت وقتذاك الصوت الوحيد الذى يبحث عن سلام السودان ، وقد ظل حراكها ومازال يتسم بحساسية سياسية وفطنة وحكمة عرفت بها الدولة السعودية منذ عهود تأسيسها الأول.

بدت المملكة كبيرة وهي تدعم سلام واستقرار السودان بما يحقق رغبة شعبه، ويستصحب الواقع الاليم الذى عاشه منذ تفجر الحرب، واثبتت امس مرة اخرى انها كبيرة وهي تتبنى موقفا شجاعا على لسان ولي عهد الأمير محمد بن سلمان سيسجله التاريخ ويحفظه الشعب السوداني..

 

نتمنى أن يكمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسعاه، الذى ينبغي أن يتجاوز كونه عبارات للطبطبة الدبلوماسية أمام الكاميرات، ويتقدم لطرح أفكار جديدة تكمل ” جدة” التى رفضت المليشيا تنفيذها، و” رباعية بولس” المصممة لإعادة الجنجويد إلى المشهد مرة اخرى، نتطلع لمقترحات تحدث اختراقا جديدا فى جبهة التفاوض..

 

الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف هو الاستجابة لما يطلبه الشعب السوداني من حيثيات مهمة فى اي اتفاق سلام أو مبادىء تفاوض تقوم فى الأساس على إنهاء وجود المليشيا فى المشهد السوداني إلى الأبد.

جميعنا يتمنى أن تنجح مساعي محمد بن سلمان ولي العهد السعودي فى ايقاف حرب السودان ولكن نتمنى عليه أن يراهن على آمال وطموحات الشعب السوداني فى توصيفه الدقيق لسردية الحرب الحقيقية باعتبارها عدوانا خارجيا مع تبيان أسبابها ووضع المعالجات اللازمة بالقدر الذى لا يسمح بعودة المليشيا إلى واجهة الأحداث مرة اخرى ..

ندرك جيدا الوعي السياسي والثقل الدبلوماسي للمملكة العربية السعودية وتاثيرها الكبير فى المنطقة العربية ومنظومة السياسة العالمية ، لذا فقد جاء نداء ولي عهدها للرئيس الامريكي كبيرا ونزيها، وضع الملح على الجراح ، وانحاز للحقيقة بعيدا عن (سم) الاجندة الدولية المعدة فى مطابخ دول اخرى تمارس العدوان على شعب السودان وفى مقدمتها الإمارات العربية المتحدة…

اختارت المملكة العربية السعودية الانحياز الي الضمير الانساني ومعسكر النزاهة والاخلاق فى تعاطيها مع قضايا الشعب السوداني العادلة وهي تضغط على الرئيس الامريكي ترامب للتدخل وانهاء الحرب فى السودان، ونأمل أن تكمل جميلها ومساعيها بوضع حلول تمنع اعادة إنتاج فشل الجهود الدولية السابقة والتى لم تنجح لانها ظلت تسعى لايجاد موطئ قدم للمليشيا فى الشأن السوداني وتساوي بينها وجيشنا الوطني الذى يخوض حرباً مقدسة تستهدف وجود السودان كدولة موحدة آمنة ومستقرة ..

نتمنى نجاح المساعي السعودية، ونذكر قيادتها بمقولة الرئيس الاريتري الخالدة، ” انك لا تعرف معنى أن يكون لديك أياد بيضاء على السودانيين، نعم هنالك فرق بين من يسعى لسلام بلدك وإيقاف نزيف شعبك، وكفكفة جراحك وبين الذين يرسلون السلاح والمرتزقة كل يوم لقتل الشعب السوداني..

نعم.. حيا الله السعودية ، وامير السلام والإنسانية .. ولي عهدها محمد بن سلمان..

ولا بارك الله فى الامارات التى تقتل الشعب السوداني كل يوم….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى