
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
الكثيرون يظنون في وزارة الشباب والرياضة ضعفها وقلة حيلتهاوهوانها على الناس وحتى على الحكومات ، وهذا الظن يسود أيضا على مستوى قيادات وصناع رأي ونافذين لكونها أنها تهتم بقضايا وملفات ليست بذات طابع سياسي ، هذا أولا ، وثانيا لأنها لا تأتي بريع مادي أو إيراد مالي لخزينة الدولة.. ولكن أيها السادة… نعم وزارة الشباب والرياضة لا تملك خزائن من المال ولكنها تمتلك ما هو أهم من المال وما يمكن أن يأتي بالمال للدولة، فوزارة الشباب والرياضة تمتلك موردا بشريا مهولا ومهما إذ يندرج تحت لوائها ومسؤوليتها وبين ملفاتها طاقة الشباب وقدراتهم وتفكيرهم ومؤهلاتهم التي هي بمثابة الوقود والطاقة التي يمكن أن تستفيد منها الدولة في تحريك عجلة الإنتاج ، والمنتج الفكري والإبداعي للشباب يمكن أن يمثل موردا إقتصاديا مهما للدولة لذا وجب علينا أن نلفت إنتباه صناع القرار في الدولة وعلى رأسها مجلس السيادة ومجلس الوزراء أن يعيروا الوزارة المزيد من الإهتمام بتغيير النظرة إليها إلى نظرة إبداعية إقتصادية من المقام الأول وتنحية النظرة السياسية جانبا وكذلك أصحاب الرأي والمال وغيرهم ممن لهم القدرة على التأثير الإيجابي إلى أن وزارة الشباب والرياضة هي وزارة مرحلة سيما وأن البلاد مقبلة على مرحلة الإعمار تحتاج فيها وزارة الشباب والرياضة إلى توفير الكثير من المعينات التي تعينها على أداء مهامها على الوجه الأكمل وأول تلك المعينات هي توفير الميزانيات المناسبة وإن دعا الأمر أن تكون ميزانيات مفتوحة لتصرف منها على برامجها على المدى البعيد وعلى برامج الشباب ومشروعاتهم وإبتكاراتهم وأفكارهم مثلما تفعل ذلك اليابان والصين والفلبين وأندونيسيا وعدد غير محدود من دول جنوب شرق آسيا ، فالمرحلة القادمة أيها السادة مرحلة شباب دون منازع وعلى كافة المستويات وحتى على مستوى تشكيل الحكومة القادمة فعلى الدولة ورجال الأعمال دعم برامج وزارة الشباب والرياضة هذا أولا ، وثانيا على الدولة أن توفر مقر ولو مؤقت لوزارة الشباب والرياضة ضمن مجمع الوزارات ببورتسودان لمباشرة مهامها واحتواء كوادرها وترتيب ملفاتها ( المتناثرة على سرير في منزل السيدة الوزيرة ) وما ذلك الا تأكيد للظن الذي ذكرته في بداية حديثي… فلماذا لا تمتلك وزارة الشباب والرياضة مقرا ولو مؤقتا بين مقار الوزارات الإتحادية المقيمة بمقرها المؤقت بمجمع الوزارات ببورتسودان؟.
ثالثا : على السيد وزير المالية والتخطيط الإقتصادي – رئيس اللجنة القومية للإعمار الدكتور جبريل إبراهيم إعتماد وزارة الشباب والرياضة عضوا أصيلا ومهما بل ومحوريا ضمن لجنة الإعمار .
رابعا : على مجلس الوزراء أن يوصي بتعيين وكيلين بالوزارة بحيث يكون بالوزارة وكيل للشباب ( من الشباب) وآخر للرياضة ( من الرياضيين الشباب) فيضطلع كلا منهما بدوره مثلما لوزارة المالية وكيلان أحدهما للمالية وآخر للتخطيط الإقتصادي وعلى مجلس السيادة الإنتقالي أن يوافق على التوصية لاعتبارات فنية بحتة وليست سياسية.
واتساقا مع ذلك كله فعلى وزارة الشباب والرياضة وعلى رأسها الوزيرة الهميمة المهمومة الأستاذة هزار عبد الرسول العجب أن تؤكد على دورها خلال المرحلة القادمة وأن تضطلع به بقوة من خلال خطتها بعيدة المدى وذلك من خلال عدد من المحاور أهمها أولا أن تقف السيدة الوزيرة على تجارب الشباب في اليابان والصين والفلبين وأندونيسيا وعدد من دول جنوب شرق آسيا من خلال زيارات ميدانية ضرورية وحتمية لتلك الدول إذ إنها تعتمد ضمن ميزانياتها برامج لإبداعات ومهارات وقدرات الشباب وتحيلها إلى أسواق تستوعب إنتاجهم الذي يرفد خزينة الدولة ويحيل الشباب إلى منتجين .
ثانيا : على وزارة الشباب والرياضة فتح مكاتب للشباب في الولايات وداخل أحياء المدن والقرى وذلك لتنشيط الشباب وتدريبهم على الإنتاج وإحتواء فكرهم وتفكيرهم وإبداعهم من خلال تفصيل برامج إنتاجية وفقا لمقدراتهم بدلا من أن يتجهوا إلى إتجاهات سالبة وبذلك تكون الوزارة قد وضعت كافة الشباب في السودان على صفحة مرآتها وخرجت من الإطار المكتبي المركزي.
ثالثا : على وزارة الشباب والرياضة أن تتبنى تنظيم مسابقة سنوية في مجال الإبتكار والإبداع والإنتاج الشبابي وتقديم المشروعات المتميزة للدولة لرعايتها والإستفادة منها مع الإحتفاظ بالحق المادي والأدبي لأصحاب تلك المشروعات والإبتكارات ، وكذلك على الدولة ممثلة في وزارة المالية أن ترعى تلك المسابقة وكذلك رجال الأعمال.
رابعا : على وزارة الشباب والرياضة عقد إتفاق شراكة أكاديمية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتأسيس أكاديمية عليا لتقانة الإبداع والإبتكار الشبابي وذلك للتأهيل العلمي والفني للشباب الذين يمتلكون مقدرات الإبداع الفني والتقني ولم يتمكنوا لظروفهم المختلفة من الالتحاق بالجامعات على تقوم جهة الإختصاص التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوضع المنهج الفني الخاص بهذه الأكاديمية ، فيما تضطلع وزارة الشباب والرياضة بتحديد الفئات العمرية للشباب للقبول بالأكاديمية وفق ضوابط يتفق عليها الطرفان.
وعود على بدء… وخلاصة القول على الدولة أن تعير وزارة الشباب والرياضة المزيد من الإهتمام وما ذكرت في هذه المساحة، فهذا ما أرى من حيث الفكرة العامة ولوزارة الشباب والرياضة وصناع القرار والداعمين ما يرون من الأمر من زاويتهم…