امن الأمة و عزتها بين ضوابط الاختلاف و دواعي الائتلاف.
د. عمار ميرغني حسين محمد .رئيس مؤسسة ربيع العالمية للسلم.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
الباحث :
د. عمار ميرغني حسين محمد .رئيس مؤسسة ربيع العالمية للسلم.
يكتب حول مبادرة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس جمهورية موريتانيا الاسلامية و رئيس الاتحاد الافريقي خلال مؤتمر التجمع الثقافي بموريتانيا(37).
تحت عنوان :
امن الأمة و عزتها بين ضوابط الاختلاف و دواعي الائتلاف.
………
بين السودان و موريتانيا ود قديم و وشائج و صلات عظيمة و مشتركات غزيرة لا بد من تجديد عراها و تأسيس أعمال على أساسها. و حقيقة أفريقيا عموما تحتاج إلى أبنائها و مفكريها و خبرائها لتسخير مواردها الاقتصادية المتعددة لتطويرها و انمائها ..علما بأن الكثير من هذه الموارد لم يزل بكرا لم يستغل بعد. و يذخر السودان بقدر هائل منها
و على الصعيد السوداني من المنتظر ان تقدم موريتانيا سهمها في حل المشكلة السودانية كما جاء ذلك في خطاب الرئيس في فاتحة جلسة المؤتمر(٣٧) للتجمع الثقافي الموريتاني و جاء الخطاب الختامي مبشرا بهذا الدور . و مما يعزز هذا الدور المرتجى ان رئيس جمهورية موريتانيا رجل ولد من رحم المؤسسة العسكرية و هو ايضا يرأس الأتحاد الافريقي في دورته الحالية .
كما ان رئيس التجمع الثقافي بموريتانيا فضيلة الشيخ العلامة محمد الحافظ النحوي معلوم لرجال الدين و خاصة رجال التصوف عموما و التجانية خصوصا في السودان و يحظى بمكانة كبيرة لديهم .
و في جلسة جمعت رئيس التجمع الثقافي فضيلة الشيخ النحوي و وفد السودان الذي تشرفت بحضوره و الذي ايضا د جمع كل من :
قد قمت بتقديم طرفا من الطرح العلمي لحلحلة الإشكال السوداني الذي اعددناه من مؤسسة ربيع العالمية للسلم و هو يقوم على احترام و تقدير هيبة الدولة السودانية و احترام مؤسساتها . و أولى هذه المؤسسات، المؤسسة العسكرية بتاريخها و مجدها التليد و انجازاتها العريضة إقليميا و عالميا .
و يرتكز الطرح على العلوم الدينية من سيرة و تاريخ و كذلك العلوم السياسية و تجارب الدول الاخرى التي عانت نفس الظروف الحالية بالسودان حيث اجتاحتها الحروبات و القبليات . كيف وجدت سبيلها للسلام و التنمية ؟. و قد نال الطرح استحسان الحضور و كذلك حظي في السودان بقبول واسع في الاوساط المجتمعية لا سيما في ولايات الشرق .
يرتكز الطرح على النظر المتمهل الشاسع للازمة السودانية و يقوم على تجنب معوقات نجاح المبادرات من حيث استقلاليته و كونه لا ينتمي الى الاحزاب السياسية و انما هو جهد علمي ديني وطني خالص فرضته الظروف الحالية بالسودان و التي تتسم بالتعقيد و لم تزل حالة انسداد الافق السياسي مسيطرة على المشهد السوداني .
تميز الطرح العلمي بإتجاهات علمية تنظر إلى القضية و حلولها و اقتراح البرامج التنفيذية الواقعية لجعلها واقعا ملموسا و حقيقة مشاهدة في حياة الناس.
بحسب اطلاعنا على الوضع و تخصصنا العلمي نعتقد اننا بحاجة إلى التراتيب التالية و التي نقدمها كإسهام فاعل يساعد المسعى الموريتاني و هي :
اولا :
التامين على ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر على اهمية قيام مؤتمر جامع برعاية الرئيس الموريتاني . رئيس الاتحاد الافريقي محمد ولد الغزواني . يجمع المرجعيات العلمية و الروحية للخروج بحلول حكيمة للازمة .
ثانيا ؛
لا بد.من التركيز على ان ينطلق المسعى بقصد (حل الازمة السودانية ) ….و هنا لا بد من عدم الحديث المتكافئ و الإطلاق المتساوي بين القوات المسلحة السودانية و الدعم السريع و ذلك بحكم ان القوات المسلحة السودانية ذات صفة حكومية و ذات قوانين و نظم معروفة و هي تمثل هيبة الدولة السودانية و سيادتها ، و قد تمرد احد مكوناتها و حمل السلاح ضدها و ضد كل المواطنين . هذا مع العلم ان المنظمات الدولية و المؤسسات الديبلوماسية و حكومات الدول تتعاون مع الدولة السودانية مما يعني اهمية تقدير هيبتها وسيادتها . كما ادانت الامم المتحدة و المبعوث الأميركي و كثير من الدول صنائع الدعم السريع، من القتل و الترويع و الانتهاكات الكثيرة .
هذا مع تثبيت قواعد المواطنة و واجباتها و مستحقاتها والحقوق الإنسانية جميعا لكل السودانيين . و ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بتحقيق السلام و بسط التسامح و العفو العام.
ثالثا :
الجلوس في ورشة عمل تحضيرية لتحديد المشكلة و تشخيص معالم الازمة و بناء مبادئ و قواعد تتأسس عليها المبادرة و تنهض بمقاصدها في سلاسة و يسر دون تقاطعات و معكرات ادت الى افشال الكثير من المبادرات و المساعي الحميدة .
رابعا :
التأكيد على بذل المساعي ايضا في إطار دبلوماسي واسع ، حيث لا يخفى أن للحرب ظلال و تأثيرات و مؤثرات و أمور يجب ان تدار بحكمة و نظر متمدد .
خامسا :
تقدم في المؤتمر أوراق علمية ذات اتصال بالقضية السودانية خصوصا و قضايا أفريقيا عموما و ذلك لما للسودان من علاقات و وشائج متداخلة مع كل دول أفريقيا و ايضا لتعزيز الانتماء الافريقي و ابراز دوره في العالم و بذل الجهد لاخراجه من براثن الجهل و التخلف في بعض الاتجاهات .
سادسا :
الاستفادة من منتدى السلم الافريقي بقيادة الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه رئيس المنتدى و تنسيق دور مشترك يجمع الاتحاد الافريقي و منتدى السلم الافريقي خاصة لتوفير المواد العلمية التي انتجها منتدى السلم في قضايا كان الخلاف حولها من مؤججات الخلاف الاجوف الذي ساق الى هذه العواقب الوخيمة.
سابعا :
الدعوة الى بناء و تكوين محفظة مالية لجبر الضرر و التعويض ، و هذا مهم يسهم في التعجيل بقضية السلام حيث ملايين من المواطنين نهبت بيوتهم و دورهم و أراضيهم و ضياعهم و سرقت أموالهم و سياراتهم و هاجروا و أصبحوا( لاجئين او نازحين)…و يفوق عددهم العشرة ملايين . و أصبحوا بلا عمل من جراء تعطيل المؤسسات و تدميرها ، بل فقدوا كل اسباب العيش الكريم و صاروا بلا دخول مهاجرين نازحين و لاجئين .
فضلا عن إيجاد سبل لاعادة بناء البنى التحتية و المؤسسات الرسمية للدولة .
ان تخفيف حدة آثار الحرب معين جدا على تحقيق السلام و محاربة الروح المنعطفة الى التندب على الخسائر التي جلبتها الحرب .
ثامنا :
ان اساس الازمة السودانية خلاف سياسي و ظهور حالة من انسداد الافق السياسي ادى الى المواجهات العسكرية . لذا من المهم ان ترتكز المبادرة على الاتي:
*
الدعوة للمصالحة الوطنية الشاملة بين المكونات السودانية السياسية و الدعوة لعملية تسوية سياسية لا تقصي احد ارتكانا الى استحقاقات المواطنة و الإنسانية.
*
بسط التسامح و عدم اجترار جراحات الماضي . و دعوة العلماء و الخبراء ليسهموا في هذا المضمار و يضعوا تصورا متكاملا لهذا المطلب.
*
تكوين مجلس عسكري انتقالي ليضطلع بالمهام الامنية و القيام بواجبات الفترات الانتقالية مستعينا بالمدنيين .و إعطاء المجلس فترة زمنية كافية ( 4 / 7 سنوات ) ) لتهيئة البيئة السياسية للانتقال الديمقراطي و هذا لتعقد المشهد السياسي و كثرة التحديات.
ختاما :
من واقع تخصصنا العلمي الدقيق و استلهاما من مراجع المعرفة و دراسة تجارب الدول قد قمنا بإعداد الطرح العلمي لحلحلة الإشكال السوداني و نبدي استعدادنا لتقديمه في سمنار علمي في مكان و زمان و يمتاز بأنه من واقع السودان و إلتفاف جماهير لا حصر له حولها و مشاركة خبراء مهرة في ابداء الارتياح له .
و الله الموفق