الجواز السوداني ليس مجرد ( دفتر) أنيق بحجم كفة اليد..إنه سلسلة من حلقات توثيق حياة ومسيرة أي سوداني
عبد الماجد عبد الحميد
عبد الماجد عبد الحميد:
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!يلمس أي سوداني غيور علي أمته ووطنه ويشعر بالفخر والإعتزاز لدقة الإجراءات الصارمة في كل مراحل إستخراج الجواز السوداني ..
الجواز السوداني ليس مجرد ( دفتر) أنيق بحجم كفة اليد..إنه سلسلة من حلقات توثيق حياة ومسيرة أي سوداني ..
استشعر السودانيون عامة أهمية الجواز وقيمته الرمزية بعد الحرب..كان الجواز قبل الحرب لايمثل للكثيرين سوي وثيقة تمنحهم كلمة السر للسفر والتجوال في أرض الله الواسعة.. قيمة ومقام الجواز السوداني بعد الحرب تضاعفت في دواخل السودانيين ..الجواز لم يعد مجرد وثيقة تأكيد علي سودانية المسافر..الجواز صار وثيقة الهوية الوحيدة والأساسية التي تؤكد أن حامله ينتمي لوطن اسمه السودان ..
لايمكن للسودانيين بطول الدنيا وعرضها اليوم أن يعبروا بلاد الآخرين(مع الطيور المابتعرف ليها مرسي) إن لم يكن في أياديهم جواز سفر.. ولهذا ليس غريباً أن تبقي تلك اللحظة التي علت فيها زغاريد النساء السودانيات لحظة استلامهن لجوازاتهن وجوازات أبنائهن بعد أول تجربة لاستخراج الجواز بمدينة بورتسودان.. ليس غريباً أن تبقي تلك اللحظة باقية في وجدان اللواء دينكاوي أحد أبطال ملحمة استعادة الجواز السوداني وتسهيل السودانيين الحصول عليه باعتباره هويتهم ومنزلهم ووجهتهم بعد أن فقد كثيرون منهم كل شئ ..
لا تخلو مسيرة استعادة الجواز السوداني من هنّات وأخطاء وخطايا هنا وهناك .. لكن العبرة تبقي بالخواتيم..أن تعيد إدارة الجوازات ترتيب أوراقها .. تعالج السلبيات وتعزز الإيجابيات ..
لن يمر طويل وقتٍ حتي يتمكن أي مواطن سوداني من متابعة كل مراحل إستخراج جوازه حتي مرحلة الطباعة..الطريقة التي ستقطع الطريق علي السماسرة والوسطاء الذين ظلّوا يتكسبون من معاناة المواطنين ..
حرص السودانيين علي استخراج الجواز لايعني رغبتهم في الهجرة والسفر.. يحرص السودانيون علي استخراج الجواز لأنه الوثيقة الوحيدة التي تؤكد هويتهم التي كادت أن تضيع في وجه عاصفة الحرب والخراب الذي تقوم به مليشيات التمرد نيابة عن أسيادها الظاهرين منهم والواقفين خلف حائط المؤامرة علي بلادنا !!