الاستفادة من خبرات ضباط الشرطة المتقاعدين: ركيزة أساسية لدعم الأمن في ظل الحرب وما بعدها
📋 عمر محمد عثمان٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤م
بسم الله الرحمن الرحيم
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الشرطة خلال فترة الحرب، ومع تضاعف المسؤوليات الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية، تبرز الحاجة الملحة إلى استثمار الخبرات الواسعة التي يتمتع بها ضباط الشرطة المتقاعدون. هؤلاء الضباط قضوا سنوات طويلة في خدمة الشرطة والمجتمع، واكتسبوا مهارات وخبرات يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة في دعم الشرطة، سواء في الوقت الحالي أو في مرحلة ما بعد الحرب.
لا شك أن الحرب تفرض ضغوطًا غير مسبوقة على المؤسسات الأمنية، لكن التحديات الأكبر قد تظهر بعد انتهاء الحرب. فمرحلة ما بعد النزاعات المسلحة تتطلب جهدًا مضاعفًا لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسات الأمنية، التي تمثل الأساس في استعادة النظام وبناء المجتمع مجددًا. ولذلك، يصبح من الضروري التخطيط بشكل استراتيجي للاستفادة من ضباط الشرطة المتقاعدين عبر عدة مسارات، مع مراعاة أن هذه المقترحات لا تأتي في إطار حل مشاكل الضباط المتقاعدين أو إيجاد مصدر دخل لهم، بل تنبع من الحرص على تحقيق مصلحة الوطن ومصلحة الشرطة.
1. الإعادة للخدمة لمن لم يبلغ سن التقاعد الإجباري:
يمكن إعادة ضباط الشرطة المتقاعدين الذين لم يبلغوا السن القانونية للتقاعد إلى الخدمة مجددًا دون الإخلال بالتراتبية داخل الشرطة. هذه الخطوة يمكن أن تكون حلًا لمواجهة النقص في القوى البشرية، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
2. توظيفهم كمستشارين:
يتمتع هؤلاء الضباط بخبرة طويلة في مجالات متعددة مثل الجنائية والقانونية والإدارية والعملياتية والفنية، مما يجعلهم موارد قيمة يمكن الاستفادة منها. يمكن توظيف الضباط الذين بلغوا سن التقاعد كمستشارين في مجالاتهم المتخصصة، وهو ما يعزز نقل المعرفة للأجيال الجديدة ويحقق التواصل بين الخبرات القديمة والجديدة.
3. توظيفهم كخبراء:
بالنسبة لأولئك الضباط المتقاعدين الذين لم يبلغوا سن التقاعد الإجباري ولكن لا تسمح لهم الظروف الصحية أو التراتبية بالعودة إلى الخدمة، يمكن توظيفهم في وظائف مدنية كخبراء في مجالات مختلفة. هذا النوع من التوظيف يمكن أن يسهم في تعزيز الأداء المهني داخل المؤسسة الشرطية من خلال تقديم الاستشارات المتخصصة.
4. تنظيمهم في بيوت خبرة:
يمكن للإدارة العامة لخدمات ضباط الشرطة المتقاعدين، بالتعاون مع صندوق ضباط الشرطة المتقاعدين، العمل على تنظيم هؤلاء الضباط في بيوت خبرة استشارية مسجلة رسميًا. وفقًا لقانون مجلس تنظيم بيوت الخبرة للخدمات الاستشارية، يمكن لهذه البيوت تقديم خدمات إدارية وقانونية للشرطة، للمؤسسات الحكومية، أو حتى للقطاع الخاص من خلال عقود استشارية. هذه الخطوة ستساهم في تطوير الأداء المؤسسي وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الأمنية والإدارية.
الالتزام بالحقوق القضائية:
من المهم الإشارة إلى أن هذه المقترحات لا تمس الحقوق المكفولة بأحكام قضائية صدرت أو حقوق تحت التقاضي، إذ أن هذه المسارات مختلفة وتتعلق بالالتزام بتنفيذ أحكام القضاء متى ما أصبح الحكم بات ونهائي.
الاستفادة من خبرات ضباط الشرطة المتقاعدين ضرورة تفرضها الظروف الراهنة. هؤلاء الضباط يمتلكون خبرات طويلة في العمل الشرطي وآليات إدارة الأزمات، ولديهم الرغبة والقدرة على تقديم المشورة في الأوقات الحرجة. كما أن هذه المبادرات ستخفف العبء عن الضباط العاملين، الذين يواجهون تحديات غير مسبوقة بسبب الحرب وما بعدها.
في الختام، يمكن التأكيد على أن ضباط الشرطة المتقاعدين يمثلون دعامة أساسية لدعم المؤسسة الشرطية في هذه الفترة الحساسة. إسهاماتهم لا تقتصر على النصح والتوجيه، بل يمكن أن يكون لهم دور فعال في إعادة بناء المنظومة الأمنية وضمان استدامة الأمن والاستقرار في المستقبل.
٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤م