الاخبار

اقتصاد السودان بعد حرب أبريل 2023م …….سلسلة مقالات   

الباحث د...عمار ميرغني حسين محمد

الحرب الطحون

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

لا بد في هذا الأوان من تأريخ السودان من الانتقال إلى مربع العلم و البحوث و الدراسات و الإفصاح لدراسة كل الظواهر و المستجدات لتكوين مدونة برنامج وطني مؤهل لحلحلة الازمة السودانية.

نلاحظ إبان هذه الحرب الطحون التي إنطلقت شرارتها في ابريل 2024 من عاصمة السودان. الخرطوم .أنها أثرت في كل أوصال الحياة و دهورت مطلوبات العيش الكريم.

إعادة التخطيط الاقتصادي

الحرب أثرت تأثيرات بالغة التعقيد حتى على ديمغرافيا السودان ، و لقد تبين ان السودان بحاجة إلى إعادة التخطيط الاقتصادي و ضرورة بناء مشروعات استثمارية في كل ولايات السودان لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة.

واحدة من مسببات الحروب التخلف عن تحقيق التنمية و الاهتمام بتطوير الموارد البشرية. نلاحظ ان كثيرا من الظواهر السلبية والعادات الضارة هي نتاج لعدم التوازن الاقتصادي و التنموي .

ان السياسات الاقتصادية هي وسائل تتخذها الدولة للتأثير على الاقتصاد هي مجموعة و حزمة من الخطط و البرامج و القرارات و التدابير الإدارية التي ينبغي اتخاذها لتنظيم حركة الاقتصاد .

من الضروري القول بأن الاقتصاد لا يترقى و ينصلح حاله بالقرارات الإدارية، و إنما العلاج الناجع لإختلالات الاقتصاد هو سلوك سياسات اقتصادية مناسبة لحال الدولة و متماشية مع امكاناتها و مواردها الاقتصادية.

الاقتصادات في حالة الحروب تتأخر و تتاثر تأثيرات سالبة و لعله من الطبيعي ان تتضاءل قيمة العملة المحلية أمام النقد الأجنبي. و ان تتزايد اسعار السلع و الخدمات .

و لننظر الى حجم المشروعات الاستثمارية التي توقفت بفعل الحرب و التي كان لها اسهامها في دعم دعم الدخل القومي ( Natinal income)…من خلال اثراء الأسواق بالبضائع و انسياب الحركة التجارية و تداول المنافع من جراء عمليتي البيع و الشراء .

خلل في الميزان التجاري.

ان الحركة السكانية من الخرطوم و الجزيرة حيث الحرب الى شرق و شمال البلاد امر بالغ التاثير على عجلة الاقتصاد ، فكل الأسواق و المشاريع في قطاع الزراعة و الصناعة و الخدمات اغلقت ، و بالتالي هذا إثر في حجم الصادرات و الواردات و أحدث خللا في الميزان التجاري للدولة السودانية. الميزان التجاري Balance of Trade . هو المقارنة بين الصادرات و الواردات .فيحيثما فاقت الصادرات الواردات فإن هذا خلل في الميزان التجاري.

ان الحرب تعكر من حركة الاقتصاد و التعاملات الاستثمارية مما ينجم عنه اعتلال في حركة الميزان التجاري و هذا ينعكس على العملة المحلية و يزيد من قيمة العملة الاجنبية.

عملية الهجرة الى الخارج تضعف الاقتصاد المحلي و ذلك لاقبال المهاجرين على تحويل أموالهم بالعملة الأجنبية خاصة الدولار و اليورو .

على إثر هذه الظروف تنشط تجارة العملات و صفقاتها و تصير عملا استثماريا رابحا بأقل تكاليف و في أقل مدة من الزمن .و يلاحظ إفتتاح الصرافات و مراكز تغيير العملات في هذه الفترة .

في فترات الحروب ايضا تخرج مناطق الزراعة من حزمة منظومة الاعمال الداعمة للاقتصاد و ذلك لتوقف النشاط الزراعي و الانتاجي .

الاقتصاد السياسي ( political Economy)

من هنا تبرز مصطلحات كثيرة من ضمنها الاقتصاد السياسي ( political Economy) و لعله اول من اسس مبادئ هذا العلم هو العالم الاقتصادي آدم سميث في كتابه ثروات الامم . الاقتصاد السياسي علم يدرس تأثيرات سياسات الدولة على عجلة الاقتصاد و يبين وجه العلاقة بين حركة السوق و التجارة و الأموال و الدولة .

لأجل إصلاح الاقتصاد السوداني نحن بحاجة إلى سياسات اقتصادية تنشأ من الدولة تركز على مفردات إصلاح الاقتصاد في الامدين القريب و البعيد في جانبي الاقتصاد الجزئي و الكلي .Micro and Macro Economy.

ان هبوط قيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية من دولار…يورو…ريال جنيه مصري…الخ . في فترة الحرب هذه واحدة من افرازات الحرب السيئة على الاقتصاد ، و لذلك لا تعالج هذه الظواهر الى بحزمة من السياسات الاقتصادية و التوجيهات الإدارية.

في هذه الظروف الحرجة لابد من تدابير عاجلة لسد الفجوة الاقتصادية .لا بد من إزكاء روح التكافل و التعاون و تعزيز دور المؤسسات التعاونية و المنظمات الإنسانية.

كما ان الحرب لا تعني إهمال الإنتاج و ترك النشاطات الاقتصادية ، فلا بد من جهد متزايد في المناطق الزراعية الآمنة، اي لا بد من توسيع رقعة الأرض الزراعية و استغلالها استغلالا مكثفا( Extensive use of soil )…هذا مع تحصين مواقع الإنتاج بالترتيبات الامنية الجيدة حفظا للمحصولات من التعدي والسرقة.

نواصل لاحقا ان شاء الله تعالى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى