الحرب الطحون
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
لا بد في هذا الأوان من تأريخ السودان من الانتقال إلى مربع العلم و البحوث و الدراسات و الإفصاح لدراسة كل الظواهر و المستجدات لتكوين مدونة برنامج وطني مؤهل لحلحلة الازمة السودانية.
نلاحظ إبان هذه الحرب الطحون التي إنطلقت شرارتها في ابريل 2024 من عاصمة السودان. الخرطوم .أنها أثرت في كل أوصال الحياة و دهورت مطلوبات العيش الكريم.
إعادة التخطيط الاقتصادي
الحرب أثرت تأثيرات بالغة التعقيد حتى على ديمغرافيا السودان ، و لقد تبين ان السودان بحاجة إلى إعادة التخطيط الاقتصادي و ضرورة بناء مشروعات استثمارية في كل ولايات السودان لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة.
واحدة من مسببات الحروب التخلف عن تحقيق التنمية و الاهتمام بتطوير الموارد البشرية. نلاحظ ان كثيرا من الظواهر السلبية والعادات الضارة هي نتاج لعدم التوازن الاقتصادي و التنموي .
ان السياسات الاقتصادية هي وسائل تتخذها الدولة للتأثير على الاقتصاد هي مجموعة و حزمة من الخطط و البرامج و القرارات و التدابير الإدارية التي ينبغي اتخاذها لتنظيم حركة الاقتصاد .
من الضروري القول بأن الاقتصاد لا يترقى و ينصلح حاله بالقرارات الإدارية، و إنما العلاج الناجع لإختلالات الاقتصاد هو سلوك سياسات اقتصادية مناسبة لحال الدولة و متماشية مع امكاناتها و مواردها الاقتصادية.
الاقتصادات في حالة الحروب تتأخر و تتاثر تأثيرات سالبة و لعله من الطبيعي ان تتضاءل قيمة العملة المحلية أمام النقد الأجنبي. و ان تتزايد اسعار السلع و الخدمات .
و لننظر الى حجم المشروعات الاستثمارية التي توقفت بفعل الحرب و التي كان لها اسهامها في دعم دعم الدخل القومي ( Natinal income)…من خلال اثراء الأسواق بالبضائع و انسياب الحركة التجارية و تداول المنافع من جراء عمليتي البيع و الشراء .
خلل في الميزان التجاري.
ان الحركة السكانية من الخرطوم و الجزيرة حيث الحرب الى شرق و شمال البلاد امر بالغ التاثير على عجلة الاقتصاد ، فكل الأسواق و المشاريع في قطاع الزراعة و الصناعة و الخدمات اغلقت ، و بالتالي هذا إثر في حجم الصادرات و الواردات و أحدث خللا في الميزان التجاري للدولة السودانية. الميزان التجاري Balance of Trade . هو المقارنة بين الصادرات و الواردات .فيحيثما فاقت الصادرات الواردات فإن هذا خلل في الميزان التجاري.
ان الحرب تعكر من حركة الاقتصاد و التعاملات الاستثمارية مما ينجم عنه اعتلال في حركة الميزان التجاري و هذا ينعكس على العملة المحلية و يزيد من قيمة العملة الاجنبية.
عملية الهجرة الى الخارج تضعف الاقتصاد المحلي و ذلك لاقبال المهاجرين على تحويل أموالهم بالعملة الأجنبية خاصة الدولار و اليورو .
على إثر هذه الظروف تنشط تجارة العملات و صفقاتها و تصير عملا استثماريا رابحا بأقل تكاليف و في أقل مدة من الزمن .و يلاحظ إفتتاح الصرافات و مراكز تغيير العملات في هذه الفترة .
في فترات الحروب ايضا تخرج مناطق الزراعة من حزمة منظومة الاعمال الداعمة للاقتصاد و ذلك لتوقف النشاط الزراعي و الانتاجي .
الاقتصاد السياسي ( political Economy)
من هنا تبرز مصطلحات كثيرة من ضمنها الاقتصاد السياسي ( political Economy) و لعله اول من اسس مبادئ هذا العلم هو العالم الاقتصادي آدم سميث في كتابه ثروات الامم . الاقتصاد السياسي علم يدرس تأثيرات سياسات الدولة على عجلة الاقتصاد و يبين وجه العلاقة بين حركة السوق و التجارة و الأموال و الدولة .
لأجل إصلاح الاقتصاد السوداني نحن بحاجة إلى سياسات اقتصادية تنشأ من الدولة تركز على مفردات إصلاح الاقتصاد في الامدين القريب و البعيد في جانبي الاقتصاد الجزئي و الكلي .Micro and Macro Economy.
ان هبوط قيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية من دولار…يورو…ريال جنيه مصري…الخ . في فترة الحرب هذه واحدة من افرازات الحرب السيئة على الاقتصاد ، و لذلك لا تعالج هذه الظواهر الى بحزمة من السياسات الاقتصادية و التوجيهات الإدارية.
في هذه الظروف الحرجة لابد من تدابير عاجلة لسد الفجوة الاقتصادية .لا بد من إزكاء روح التكافل و التعاون و تعزيز دور المؤسسات التعاونية و المنظمات الإنسانية.
كما ان الحرب لا تعني إهمال الإنتاج و ترك النشاطات الاقتصادية ، فلا بد من جهد متزايد في المناطق الزراعية الآمنة، اي لا بد من توسيع رقعة الأرض الزراعية و استغلالها استغلالا مكثفا( Extensive use of soil )…هذا مع تحصين مواقع الإنتاج بالترتيبات الامنية الجيدة حفظا للمحصولات من التعدي والسرقة.
نواصل لاحقا ان شاء الله تعالى