هذا العنوان مقتبس من مقال خطه يراع الصحفي الباحث والمنقب في الأحداث يوسف عبدالمنان وهو يجالس أحد قادة الاسلاميين (د.حسبو) الذي وصل وارتقى في مناصب جماعته حتى وصل منصب نائب الرئيس أو مساعد الرئيس فإذا بالرجل يقلب الصفحة ويبدأ كتابة تاريخه من جديد ضاربا بعرض الحائط كل هذا الماضي التليد ويقفز في سفينة الجاهزية ويقال أن سبب هذه القفزةأبناء الدكتور الذين سبقوه في اعتلاء ظهر هذه السفينة إذ كانوا ضباطا عظاما في الجاهزية وبحسب إفادة يوسف أنه بمعية الصحفي النابه عبدالماجد عبدالحميد ويبدو أن الزيارة تزامنت مع إطلاق سراح هذا الزعيم وخروجه من سجن كوبر بضغط وبثقل قبلي يقوده الدعامة ليترك الرجل بقية رفاقه من القيادات الأخرى يقبعون في قعر مظلمة السجن وكان المتبادر للذهن أن يربط الزعيم مصيره بإخوانه وبني تنظيمه ولكن يبدو أن سطوة القبيلة ورغبتها كانت أقوى من روابط التنظيم..!!
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!من خلال وقائع التاريخ القريب الذي عايشه الجميع أن أهل الفكر والنظر يمثلهم من أطلق عليهم وقتها مجموعة (المنشية) وكان على رأسها (د.الترابي رحمه الله) ومعروف أنه ومنذ ظهوره اللامع في ثورة أكتوبر 1964 واعتلائه سدة التنظيم الإسلامي عن جدارة على أقرانه عرف عنه أنه لا يخطو خطوة إلا بعد أن ينظر في كل مآلاتها وبالطبع مع من حوله من كبانية القيادة ويقلب النظر في مكنوناتها ومحتوياتها وضررها ونفعها وأيهما أرجح إن كان مفيدا مضى فيه بقوة وإلا بحث عن خيارات أخرى..
ومن يوسمون بأهل الفعل من أطلق عليهم حينها مجموعة (القصر الجمهوري) والتي يغلب عليها الطابع العسكري ومعروف أن من ينتمي لهذه المدرسة يميل إلى الحسم وليس لديه صبر لمسألة إمعان النظر ودراسة عروض السياسة ومستجداتها المتقلبة وربما اعتبروا ذلك مضيعة للوقت وطقطقت أفندية وفلسفة لا طائل من ورائها..
وعدم دراسة الخطوات من قبل أهل هذه المدرسة وتبرمها من دراسة الخطوات والاستخفاف بها والتقليل من أهميتها ليس بالأمر السديد وربما مع عوامل أخرى هو الذي اوصلنا إلى هذه النقطة التي نحن فيها الآن..
وفي نهاية المطاف ضاق أهل الفعل برفاق الدرب من أهل النظر وملوا صحبتهم وعمدوا إلى أبعادهم من دوائر القرار وحدث بعدها ما حدث..!!
وما خطه القلم أعلاه قد لا يكون هو الحقيقة التي لا شك ولا مراء فيها والسبب أننا نتعامل بما يطفو على السطح من معلومات وما تهمس به المجالس من أقوال اما دقائق الأمور فيعلمها دهاقنة المجموعتين ويحتفظ كل فريق بما لديه من معلومات لنفسه ليستخدمها وقتما يريد لكسب معاركه مع الطرف الآخر ولا يبثون للجمهور المغلوب على أمره إلا الفتات من المعلومات التي فقدت صلاحيتها وما عاد الاحتفاظ بها يفيد وما عاد نشرها يضر ..
وهذا كله يؤدي لتشويه التاريخ لانعدام الشفافية والوضوح والصراحة..
ولا عزاء للأجيال الحالية واللاحقة فهي ستظل متفرجة ولا تدري في كثير من الأحيان أين الحق والحقيقة حتى ينحازوا اليها وهذا ربما هو الذي حدا بمن يوسمون بثوار ديسمبر لمعانقة قحت واحتضانها ظنا منهم أنها المنقذ ليكتشفوا أنها نفسها غارقة في أوهامها وليس لديها ما تقدمه للآخرين ليذهبوا رأسا إلى زعيم الأشاوس واطلقوا عليه وسم الضكران متعلقين بقشته فإذا هي القشة التي أودت ببعير ميدان الإعتصام..!!
ويلحظ القارئ في صلب المقال أن الضكران هذا التقى باثنين من نافذي الإسلاميين في خضم الهيجان والفوضى ما الذي حدث في هذا اللقاء ما هي مخرجاته ما الذي اتفقوا عليه وما الذي اختلفوا فيه علم ذلك عند ربي..!!؟
ولو أن هؤلاء النافذين على حسب مجريات الأحداث يتعاملون بعقل جمعي لالتقطوا القفاز وجنبوا الناس هذه المهلكة حتى ولو باللعب على الزمن والمماطلة والتسويف وتشكيل اللجان وخصوصا أنه عرض عليهم التحالف معه على حسب إفادة الأستاذ (حسن اسماعيل) في إحدى لقاءاته بقناة طيبة الفضائية ومن خلال إفادة الأستاذ حسن انهم رفضوا عرض الرجل بل وطردوه شرّ طردة وأسمعوه ما لم يتوقعه فخرج منهم مغاضبا ليمشي في هذا الطريق الوعر الذي دفع ثمنه الجميع..
مع تحياتي..